قدم سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة أمس واجب العزاء والمواساة لأسرة المغفور له بإذن الله عبدالله محمد راشد الحبسي الذي لقي ربه يوم الخميس الماضي إثر سقوط لوحة إضاءة على رأسه، أدت إلى وفاته في منطقة ركن الألعاب الترفيهية بالقرية العالمية بدبي . وأعرب سموه خلال الزيارة التي قام بها إلى خيمة العزاء بجانب منزل الفقيد في منطقة سيح البريرات برأس الخيمة لشقيق وأسرة وذوي الفقيد عن صادق العزاء والمواساة في مصابهم الجلل، سائلا الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهمهم الصبر والسلوان . من جهة اخرى أكد اللواء خميس مطر المزينة نائب القائد لشرطة دبي، أن القرية العالمية في دبي تقوم بدورها في متابعة الأمن والسلامة بشكل كبير، وتعمل بشكل دائم على متابعة كل كبيرة وصغيره في القرية . وقال: "الحادث الذي وقع مؤسف جداً، ولا يسعنا في القيادة العامة لشرطة دبي، وعلى رأسها الفريق ضاحي خلفان القائد العام، إلا أن نعزي أسرة الفقيد، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته" . ولفت المزينة إلى أن لجنة الأمن والسلامة التابعة لبلدية دبي، وجدت في موقع الحادث، وسترفع تقريراً مفصلاً عما حصل للشرطة، لمعرفة المتسبب فيه، وكيفية حدوثه، كما تم تحويل 3 من مشغلي مدينة الألعاب الترفيهية إلى النيابة العامة في دبي بتهمة القتل الخطأ، لاستكمال التحقيقات . من جانبه لفت العميد خليل إبراهيم المنصوري مدير الإدارة العامة لتحريات والمباحث في شرطة دبي، إلى أنه تم تشكيل فريق تحقيق خاص بالقضية، من الإدارة العامة لتحريات والمباحث الجنائية برئاسة مدير الإدارة العامة لتحريات والمباحث والعقيد علي غانم مدير مركز شرطة بر دبي، ومازال الفريق موجوداً في مكان الحادث . وأكد سعيد علي بن رضا الرئيس التنفيذي للقرية العالمية، إغلاق مدينة الألعاب الترفيهية التابعة لإدارة شركة فريج الترفيهية المالكة والمشغلة للألعاب الترفيهية بالقرية، ابتداء من أمس الأول، وحتى إشعار آخر . ولفت إلى أن القرية تستمر في استقبال زوارها كالمعتاد يومياً من الساعة الرابعة عصراً ولغاية منتصف الليل، مشيراً إلى أن القرية تؤكد استمرار التحقيقات التي بدأتها الجهات الرسمية فور وقوع الحادث المؤسف يوم الخميس الماضي، وأدى إلى وفاة المواطن عبدالله محمد راشد الحبسي . روى أصدقاء الشاب المواطن، الذي قضى في حادث مؤلم شهدته القرية العالمية في دبي، مساء الخميس الماضي، تفاصيل معبرة ومحزنة من الدقائق واللحظات الأخيرة في حياة الفقيد عبدالله محمد راشد الحبسي، 37 عاماً، وهو من أبناء منطقة سيح الغب في رأس الخيمة، ويعمل موظفاً "عسكرياً" في القوات المسلحة . في حيثيات ما قبل حادث سقوط القطعة الحديدية الكبيرة على رأس الشاب المواطن، والذي أثار حالة من الحزن والألم في رأس الخيمة، كما يرويها فالح حسن الحبسي، الذي كان يرافق الضحية، وهو أكثر من صديق العمر، حسب وصفه، أن "عبدالله" طلب من أصدقائه قبل وصولهم القرية، قادمين من رأس الخيمة، ب 7 كيلومترات، التوقف فور أن حان موعد صلاة المغرب، رغم قصر المسافة، التي تفصلهم عن القرية، حرصاً منه على أداء الصلاة في وقتها، دون أي تأخير، وهو من السمات، التي كان يتميز بها الفقيد، لكن أصدقاءه المرافقين له، وهم ،3 من بينهم فالح، طلبوا منه التمهل إلى حين الوصول، نظراً لقرب القرية، وهو ما كان فعلاً، ليؤدي الأصدقاء الأربعة، ومنهم الضحية، الصلاة سوية في أحد مصليات القرية العالمية . فالح، وهو ابن خالة الفقيد وصديقه المقرب، تحدث عن نجاته هو شخصياً بقدرة إلهية، قائلاً: "قد يكون الفقيد دفعه متعمداً بعيداً عن موقع سقوط القطعة الحديدية، التي يصل طولها إلى 3 أمتار، وهوت من ارتفاع يقدر بنحو 50 متراً، لينقذ حياته، بعد أن عاين احتمال سقوطه عليه، وبعد أن أدرك صعوبة نجاته هو نفسه"، مضيفاً أنه لا يذكر التفاصيل، لهول الصدمة، التي ألمت به ورافقه وقت الحادث . وكان عبدالله لفظ أنفاسه الأخيرة بعد سقوط القطعة الحديدية الثقيلة من لعبة "العجلة الدوارة" في منطقة الملاهي بالقرية العالمية، ليخلف وراءه 7 أبناء، هم فاطمة، التي لا يتعدى عمرها 9 أشهر، وحمد 4 أعوام، وسليمان 6 أعوام، وعائشة 9 أعوام، ومحمد 10 أعوام، ونعمة 11 عاماً، ومريم 13 عاماً، بجانب الزوجة المكلومة . (صديق العمر) قال: "خطوة واحدة كانت تفصلني عن الموت، وربما كان لصديقي الفضل في نجاتي، الله أعلم، لكن لا يسعني سوى أن أقول: جزاه الله خير الجزاء عن ذلك، وعلى حسن رفقته وطيب معشره" . ووصف المشهد الأخير قبل الفاجعة: "رجعت خطوة إلى الوراء بعد أن دفعني المرحوم، وتقدم هو خطوة مثلها إلى الأمام، ليرحل هو سريعاً ويكتب لي عمر جديد" . ووصف أقارب الضحية وضع الأسرة المفجوعة وأبناء الفقيد بالمأساوية، في ظل صدمة رحيل "عبدالله" بطريقة محونة ومباغتة، مشيرين إلى أنه كان يتمتع بحسن خلق وطيب خصال، والتزامه الديني، وحرصه الشديد على أداء الصلوات جماعة في المسجد في أوقاتها، مع اصطحابه لأبنائه معه إلى المسجد في أوقات الصلوات المختلفة . رفقاء "عبدالله" في رحلته الأخيرة في الدنيا، التي انقلبت من رحلة ترفيهية إلى فاجعة، أشاروا إلى أنه اشترى لأبنائه ملابس جديدة له ولأبنائه، بينها "غترة" الرأس، وحاجيات لأسرته، لكن القدر لم يمنحه الفرصة ليوصلها بنفسه إليهم، فيما كان سعيداً جداً في لحظاته الأخيرة ويضحك ويتحدث إلى أصدقائه، لافتين إلى أنه كان يتسم دائماً بطبعه المرح وتفاؤله وابتهاجه . مالك الحبسي، من أقارب الفقيد، لفت إلى أن والده سبقه إلى الدار الآخرة قبل 4 أشهر فقط، ما فاقم من مأساة العائلة ومصابها، لاسيما والدته، التي تعاني أوضاعاً نفسية وألماً مزدوجاً، بعد أن فقدت زوجها، ثم لحقه ابنها بعد بضعة أشهر فقط .