في مجتمع المدرسة يعتبر المسرح المدرسي أحد الأنشطة الفنية التي تغرس القيم التربوية، وتثبّت المعلومات والمعارف، وتنمّي الشخصية، وتمنحها ملامح القيادة والمشاركة الفاعلة. إن التمثيل يعالج الخجل، والانطواء، وعيوب النطق، وفيه ترويح عن النفس، بل إنه يمنح الطالب ثقة في نفسه، ويعزز مهارات الاتّصال، كما أنه ينمّي روح التعاون، ويحافظ على التوازن الاجتماعي، ويشبع رغبة التلاميذ في اللعب، والتفكير، والمحاكاة، وامتلاك القدرة على التعبير باللغة والحركة، بل إن التمثيل يفجر المواهب والطاقات الإبداعية الكامنة لدى الطلاب، ومن خلال هذه المواقف تتشكّل شخصيات الطلاب، وتبدأ في أخذ أدوارها في المجتمع، حيث نكون أمام مقولة الحياة مسرح كبير. إن تبني وزارة التربية والتعليم لجوائزالمسرح المدرسي، والتي تخص كتابة النصوص المسرحية، وتشجع المخرجين والممثلين من طلاب المدارس، والقائمين على المسرح في مدارس التعليم العام لهو أمر في غاية الأهمية، ومن شأن ذلك أن ينشر ثقافة المسرح في المجتمع، ويفعل دوره في بناء شخصيات الشباب، وتعديل سلوكهم عن طريق الفن الذي يقدم القدوة، وينتقد أي سلوك، أو منهج يخالف الاستقامة والوسطية في السلوك السوي، ومن المؤكد أن ارتباط المسرح المدرسي بالمنهج، أو ما يسمّى مسرحة بعض موضوعات المنهج المدرسي في بعض المواد سيكون مفيدًا بدرجة كبيرة، لأنه سوف يربط الحياة داخل المدرسة بالحياة خارجها، وسيكون وجهًا آخر من وجوه التعليم، بالإضافة إلى كونه وجهًا تربويًّا بارزًا. صحيفة المدينة