GMT 8:10 2014 الأحد 16 مارس GMT 8:13 2014 الأحد 16 مارس :آخر تحديث ماهو الأدب السويسري؟ وكيف يمكن تصنيفه بين أدب العالم؟ وما مدي نجاحه وقوته؟ هذا ما يجيب عليه معرض لايبزيج للكتاب في دورة انعقاده في الفترة من( 13 16) مارس الحالي في مدينة لايبزيج الألمانية. يعود تاريخ معرض لايبزيج للكتاب إلى القرن السابع عشر، ومن المعروف أن عدد زواره يفوق في بعض الأحيان معرض فرانكفورت للكتاب، لا سيما في فترة القرن الثامن عشر. وبقي متربعاً على عرش المعارض إلى تاريخ انقسام ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث توجهت الأنظار إلى معرض فرانكفورت ليشهد انتعاشاً وروجاً لا مثيل له. بيد أن معرض لايبزيج بقي يحتل مكانة مهمة في ألمانيا الشرقية ويستقطب الكتاب والأدباء من الشرق والغرب، وهو يعتبر مكاناً يلتقي به الكاتب مع جمهوره ويقدم المعرض إلى جانب المحاضرات والقراءات برنامجاً موسيقياً للشباب والعائلات. ولا يخلو معرض لايبزيج من الجوائز حيث يقدم جائزة "معرض لايبزيج" وجائزة التفاهم الأوروبي. وتجدر الإشارة إلى أن الدول العربية تهتم بالمشاركة في المعرض حيث تتميز أجنحتها بمساحتها الكبيرة وزخرفتها العربية الأصيلة، مما يلفت أنظار الزوار ويجعلها مميزة في المعرض. أهم مميزات الآدب السويسري الذي يسلط المعرض عليه الضوء هو تميزه بالتعددية الثقافية مما يجعله أدباً غنياً قوياً يتميز بالتعددية الثقافية و الهوية الجدلية، وهو أدب يرتبط بمفهوم اللغة القومية المتعددة في البلاد هذا يعني بشكل عام انه الأدب الذي بسبب معيار اللغة ينقل هوية وطنية لطالما خلطت بمعيار اللغة الوطنية الي معترك الجدل خاصة في الأوساط المثقفة، وتجديدا في حقبة القوميات الأوروبية في سويسرا بالنظر الي وجود اربع لغات وطنية هي الألمانية- الفرنسية- الايطالية- الرومانش حوالي 60 ألف نسمة هم الذين يتحدثون اللغة الرومانشية ووفق الموقع السويسري فانها تستخدم في العديد من المناطق المختلفة في جنوب شرق كانتون غراوبوندن، ومن اللهجات القريبة منها خارج سويسرا، نجد فرييوليان ولادين (مستخدمة في شمال شرق إيطاليا. تنقسم هذه اللغة إلى خمس لهجات تكتب بطرق مختلفة، وكل واحدة منها توجد داخلها أنساق تعبيرية متنوعة. وأوّل وثيقة دوّنت بهذه اللغة، أنتجت في أونغادين في القرن السادس عشر. ومنذ عام 1996، تم اعتماد Rumantsch Grischun لغة رسمية في المعاملات الإدارية، وتوجد هذه النسخة منذ 1980. اللهجة الأكثر انتشارا، هي التي تسمى سورسولفان ويستخدمها السكان القاطنين على طول الشريط الداخلي من نهر الراين ((Vorderrhein بالقرب من ممرّ Oberalp. خلال التعداد السكاني لعام 2000، قال 55% من المستخدمين للسورسيلفان إن الرومانش هي اللغة الرئيسية والأفضل للإستخدام في المنزل وفي المدرسة أو في ميدان العمل. في غراوبوندن إجمالا، تبلغ نسبة الناطقين باللغة الرومانشية 21.5%، في حين لا تجاوز 0.8% على مستوى سويسرا إجمالا. ومن جملة 60.000 نسمة يتكلمون تلك اللغة، قال 35.000 منهم فقط إنها اللغة التي يجيدونها أفضل من غيرها من اللغات الاخري. اذن الرومانش هي إحدى اللغات الرسمية لسويسرا، إلى جانب الألمانية والفرنسية والإيطالية. ويعود أصل الرومانشية إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، حيث اختلطت اللغات الأصلية في تلك الأراضي باللغة اللاتينية. ورغم كونها لغة أقلية، إلا أن لها 5 لهجات مختلفة: فلادر و بوتية و سرسلفي وسوتسلفي وسورميراني. وأثارت دعوات البعض للقضاء على الرومانشية استياءً كبيراً في عام 1938 في أواخر القرن التاسع عشر قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى، لكن الاستفتاء الشعبي المقتصر على الرجال آنذلك أوضح رغبة 29% من المستفتين بالاعتراف باللغة الرومانشية كلغة وطنية. في محاولة للحفاظ علي اللغة الرومانشية، أطلقت سويسرا مبادرة "رومانتش جريشون"، والتي توحد اللهجات الرومانشية في جراوبندن. ورغم نجاحها على مستوى إقليم الكانتون كلغة إدارية، إلا أن الأمر أصعب على صعيد المدارس والكتاب. يستخدم الكتاب السويسريون غالباً اللغتين معاً أو الألمانية لاستقطاب عدد أكبر من القراء، كسيدة الشعر الرومانشي، ليتا سيماديني، والتي تكتب قصائدها باللغتين. أما مدرسة اللغة والثقافة الألمانية أنجليكا أوفراث، فتكتب قصائد قصيرة في الرومانشية تصف بها حلولها في مدينة سنت قبل سبع سنوات مع عائلتها بعد سنوات طويلة من زيارتها لها في عطلتها. يتناول كتابها الأخير" كافة ألوان الثلج: يوميات من سنت" موقفها من اللغة، فتقول:" وجدت اللغة غاية في الجمال حتى أني كنت أبكي من شدة جمالها" تعتبر جبال الالب في الادب السويسري محور مهم للكتاب والادباء فمثلا الكاتبة الكاتبة السويسرية بيا سوليه خصصت كتابها الاخير " الإحساس بالبعد" لجبال الألب التي عاش في وسطها واكتسبت خبرة كبيرة تؤهلها لذلك وهي تري ان الاحساس باللغة الالمانية، اما كتب الكاتب ليو تور وآرنو كامنيش فهي تؤكد حقيقة ابداعهم خاصة في مجال الريف السويسري كرعي الاغنام والصيد. في الثلاثينات من القرن الماضي اثناء مواجهة نظم السلطة المطلقة فإن الرؤية القومية لمجمل الآداب السويسرية عادت لتعبر عن نفسها بقوة و من جديد ويقول الباحث فيتس آميرنست ان الادب السويسري ليس له شكل كيفي حيث يعتمد الفكرة اكثر من التنظيم وبكل الأحوال فان الإرث الثقافي السويسري غني جدا والادب السويسري موجود فعلا. هناك بالفعل بعض الحساسيات بين الادباء السويسريين و خاصة في الجزء الألماني الذي يعتبر ادبه سياسياً منتقداً فكثير من الادباء هم من اليساريين الذين ينتقدون أنفسهم و بلادهم ايضا و هذه ميزة في الادب السويسري الألماني، و هذا يبدو غريباً و خصوصا ان سويسرا بلد لا يوجد فيه مشكلات. كذلك فان موقف الكتاب السويسريين الناطقين بالفرنسية يختلف عن موقف الكتاب الناطقين بالألمانية، فالاديب السويسري الفرنسي سياسيا منتمٍ الى سويسرا وثقافيا الى فرنسا، و تعتبر باريس مهمة للنشر بالنسبة لهم بينما الاديب السويسري الألماني و طالما ان القسم الألماني اكبر من الفرنسي فان النشر بالنسبة له في المانيا لا يعتبر بديلا عن سويسرا. ايلاف