عادل اليافعي عندما استرجع في ذاكرتي المتعبة المنهكة الممتلئة بالصراعات الايدلوجية الجنوبية وكيف الت امور البلاد والعباد الى المصير الاسود والشتات في الارض وفقدان الوطن ، فأنني لم اجد فيها اي مساحة صغيرة تدعوني للوقوف عندها والاستفادة منها في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا الجنوبي ، عندما غادرتنا سيئة الذكر ( بريطانيا) فقد تركت لنا ارثا غنيا في كل المجالات وربما كنا الاوائل في الوطن العربي من حيث العلم والصحة والثقافة المجتمعية والمعيشية بل وكان يضرب بنا الامثال في دول الجواروكان الجميع يستبعد ان يصلوا الينا ولو بعد مئة سنة وكذلك المحيط والعالم وهذا يعني ان من جاء بعدها للحكم وجد دولة جاهزة واقفة بقوة على قدميها ووجد شعب مثقف واعي يملك العقول التي تستطيع النهوض بالبلاد الى العالمية ، هنا ينتهي الكلام ،، ثم تذكرت حالنا الان وماذا سنرث من دولة بعد الاستقلال الثاني وكيف هي حالنا وحال شعبنا في ظل هذا السرداب المظلم لمدة 24 عاما من الجهل الحقيقي وليس ذاك الجهل الذي قيل لنا ان بريطانيا ورثته لنا !! ثم تذكرت الاهم وهو الصراع الذي نتج في ذاك العهد الاسود وكيف تقاتل الاخوة وكيف اكلت الثورة ابنائها وابناء شعبها ثم كيف حدث الانشقاق العظيم في صفوف الشعب وكيف زرعت الكراهية بين ابناء المناطق وصولا الى بيع الوطن بدراهم معدودة وضاع الجميع رئيسا ومرؤسا ، اليوم وفي ظل ما نعانية من رعب حقيقي ليس من المحتل وانما من ما يسمون انفسهم قيادات وفصائل وقوى ثورية تحررية هذه المسميات وتلك القوى التي عاشت زمن الاحتلال بكل فصوله السيئة التي لم نرى فيها حرفا واحدا نقف عنده او ذكرى طيبة نعتبرها جميلا للايام ، الجميع بدون استثناء ملوث وجاهل ولم يرى الا اياما سوداء وجهلا مطبقا منظم فكيف له ان يقبل الاخر ويسير بالبلاد الى التحرر وبناء الدولة وثقافة الديمقراطية ، كيف لنا ان نثق بمن عاش حياته عشوائيا لا يميز بين الليل والنهار كيف يمكن ان نثق بقوى ثورية جائعة تلهف للبحث عن لقمة هنا او هناك كيف لها ان تدير بلاد تلوثت وتلوث شعبها عقدين ونصف من الضياع هل تعون ما اقول هل تدركون خطر المرحلة القادمة ومستقبل الاجيال كيف لنا ان نسير وفق خطط وننهض بالعباد وهذا الجيل كله ملوث ولا يمكن علاجه الا برجال صادقين ،، الا تتابعون معي هذا التخبط وهذا الشتات وهذا التمزق في ما يسمى بالقيادات وكل فريق يجذب اليه مجموعة جائعة سجنت طويلا في زنزانة الجهل والجوع والمرض الا تشاهدون معي انهم ممزقون ضائعون يكررون الماضي وربما اسوء بكثير الا ترون انهم لا يتفقون واذا اتفقوا ان الا يتفقوا كيف يمكن ان نخرج من هذه المعضلة التي تتفاقم يوما بعد اخر ، الايام القادمة كالحة السواد وغامضة لم ارى اي استراتيجية واضحة لمستقبل الجنوب كل القضية هي بزنس وتجارة وربح خرافي هو الممارس الان وهناك شعب تجلد وليس لديه ما يخسره وهناك فرق كثيرة وتيارات متلهفة جائعة كالاسود التي حبست عن الطعام طويلا ثم يجمعونهم في قفص واحد هناك تحدث الكارثة ، ايها القيادات ايها التيارات الثورية ايها الشباب يا شعب الجنوب العظيم في الماضي اضاع الجنوب نخبة من الاجيال التي عاشت افضل مرحلة عرفها الجنوب وعاشوا زمن الطفرة والحياة الكريمة في ظل بريطانياالمحتله ولم يعانوا ما عانيناه نحن الجيل الشاب ، وعندما استلموا الحكم دمروا البلاد والعباد وباعوا الوطن بجرة قلم !! فكيف بهذا الجيل الملوث اذا استلم الحكم واستلم رقاب العباد تخيلوا معي فقط كيف ستكون الصورة ، رسالتي لشعبي ان تنبه لما هو قادم فأني ارى تكرار المأساة قادمة اذا لم تقل انت كلمة الفصل فهل تستطيع نطقها وهي كفى ضياع وشتات وتمزق .... سنرى !! المركزي الاعلامي الجنوبي