وسط أجواء أكثر من رائعة ودرجة حرارة مثالية لا تتجاوز 20 درجة مئوية، تتبقى ساعات قليلة على انطلاقة ماراثون زايد الخيري بنيويورك في نسخته العاشرة غداً، ذلك الحدث العالمي الذي أصبح إحدى علامات مدينة المال والأعمال، الاستعدادات تجري على قدم وساق، وحديقة سنترال بارك الشهيرة وسط المدينة أعلنت عن جاهزيتها في النسخة الاستثنائية من ماراثون نجح في فرض اسمه بقوة على خريطة الماراثونات العالمية، بفضل الدور الفعال للجنة المنظمة، برئاسة الفريق الركن (م) محمد هلال الكعبي، ومحمد علي عامر، نائب رئيس اللجنة المنظمة، إضافة إلى التعاون اللامحدود من سفارة دولة الإمارات في واشنطن، والمجهودات المتميزة التي يقوم بها السفير يوسف العتيبة. وكانت بعثة الإمارات لسباق زايد الخيري قد وصلت إلى نيويورك أول من أمس، برئاسة الفريق الركن (م) محمد هلال الكعبي، رئيس اللجنة المنظمة، وضمت محمد علي العامري، نائب الرئيس، وأحمد محمد هلال، رئيس الشؤون الحكومية في حلبة جزيرة ياس، وفتح الله عبدالله، المدير الفني، إضافة إلى الوفد الإعلامي الذي يضم ممثلي الصحف والقنوات الرياضية في الدولة. ومن المقرر أن يصل عدد من ممثلي المؤسسات والشركات الراعية، للإسهام في الفعاليات الترويجية المصاحبة، وتقديم صورة عن الحياة في الإمارات، من خلال خيام الخدمات والضيافة التي سوف تحتفي بالمشاركين والجمهور الأميركي. ذكرى تجدر الإشارة إلى أن السباق الذي يقام بصفة سنوية منذ عام 2005، يقام تخليداً لذكرى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكانت الفكرة والمبادرة بتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتشرف على تنظيمه سفارة الدولة في واشنطن، ويخصص ريعه بالكامل لدعم مؤسسة «هيلثي كيدني»، المتخصصة في علاج أمراض الكلى وإجراء البحوث والدراسات الخاصة بالتصدي لحالاتها المستعصية. شهرة من جانبه، قال محمد العامري، نائب رئيس اللجنة المنظمة، إن السباق في رحلة وصوله إلى الدورة العاشرة اجتاز تحديات كثيرة، حتى حظي بالسمعة والشهرة الحالية على صعيد المجتمع الأميركي في نيويورك، ويكفي أنه أصبح مناسبة سنوية ينتظرها المشاركون، وأنه أصبح الأفضل بين السباقات التي تقام في سنترال بارك، وكذلك إن الرقم القياسي لمسافته مسجل باسمه من خلال الكيني باتريك كومون في الدورة الثامنة. ومن علامات النجاح التي رصدها وتبعث السعادة، أن نسبة المشاركة لم تعد تشكّل هاجساً بالمرة، فقبل أسبوع من موعد السباق، يكتمل العدد الرسمي، ويبدأ العد بالنسبة إلى الأعداد التي ستشارك فوق السقف (13 ألف مشارك)، ومنذ دورتين، تم تجاوز رقم ال20 ألفاً.. كما أن الظروف والأحوال تغيرت من النقيض إلى النقيض مع إدارة الحديقة وبلدية نيويورك وعمدتها، فمن التحفظ والارتياب والتضييق في الدورات الأولى، إلى الترحيب والاهتمام والتعاون وتقديم أفضل الخدمات والتسهيلات في التنظيم، بل التكريم والتقدير من خلال الشهادات والجوائز التي تعبر عن امتنان الإدارة الأميركية من عمدة المدينة سنوياً. دعم وعن تطلعاته بالنسبة إلى الدورات المقبلة، بعد محطة الدورة العاشرة، قال «أتمنى أن تتفاعل الشركات والمؤسسات الوطنية داخل الدولة بشكل أكثر، ليس لدعم السباق، وإنما لاستثمار النجاح الذي حققه لمصلحة الدولة، وتحقيق المزيد من المكاسب على كل الصعد الممكنة، وأنا أحلم بأن يصبح للسباق فعاليات مصاحبة عديدة، من بينها استعراض من خلال مسيرة كرنفالية في أحد شوارع نيويورك المهمة، كما نرى أحياناً في «فيفث أفينو» لبعض الدول، حيث يتعطل السير مدة ساعة، تتم فيها المسيرة الاستعراضية المعبرة عن حاضر وتراث الدولة». وطنية ويضيف العامري أن تعاون اللجنة المنظمة، برئاسة الفريق محمد هلال الكعبي، مع فريق العمل بالسفارة في واشنطن، برئاسة السفير يوسف العتيبة، وراء النجاح الذي تحقق، وأجمل ما في هذا التعاون أنه يتم بروح وطنية عالية وتفانٍ كبير، وبسعي حقيقي لمواصلة التطوير عاماً بعد آخر، وهذه المرة هناك أكثر من مبادرة جديدة جديرة بالاهتمام، مثل الفعالية التي ستقام لأطفال المدارس هنا، والدعوة التي تم تقديمها لكل الطلبة الذين يدرسون في جامعات أميركا. الكعبي: العائد الخيري سر النجاح ووراء تحول الحدث إلى العالمية التقى الفريق الركن (م) محمد هلال الكعبي، رئيس اللجنة المنظمة للسباق، صباح أمس، بالوفد الإعلامي للبعثة، بحضور العقيد محمد علي العامري، نائب رئيس اللجنة، وفتح الله عبدالله، المدير الفني، إذ أعلن أن كل الترتيبات الخاصة بالدورة العاشرة للسباق مكتملة وتبشر بمواصلة نجاحه، وأوضح أن نائبه سبق البعثة بالوصول إلى نيويورك، لمتابعة تلك التحضيرات مع شركة «رود رنر» المنظمة، ومع المعنيين في بلدية نيويورك. وأشاد رئيس اللجنة المنظمة بالترتيبات التي قامت بها سفارة الإمارات في واشنطن، بمناسبة الاحتفال بالدورة العاشرة للسباق. وقدم الشكر إلى السفير يوسف العتيبة وفريق العمل الذي يباشر تلك التحضيرات، وأثنى بوجه خاص على مبادرة دعوة الطلاب الدارسين في الولاياتالمتحدة إلى المشاركة، وقال إنها ستضفي مزيداً من الشعور الوطني، وتعزز الإحساس بالاحتفال الخاص ببلوغ الدورة العاشرة. سعادة وأعرب الكعبي عن سعادته بارتفاع نسبة المشاركين، لا سيما أنها لم تبلغ هذا السقف (15 ألفاً حتى الآن، بينهم 13 ألف مشارك رسمياً)، في هذا الوقت من كل عام، ويلاحظ أن حجم المشاركة سيظل قابلاً للزيادة، إذ سيستمر التسجيل حتى يوم السباق، ولكن مع زيادة رسم الاشتراك من 25 إلى 35 دولاراً. وأوضح الكعبي «أن العائد الخيري هو سر نجاحه واستمراريته، وهو الذي حوله من تظاهرة خاصة تقام لإحياء ذكرى الفقيد الغالي (الشيخ زايد)، إلى سباق دولي له صفة عالمية، من خلال تنوع جنسيات المشاركين، وإقامة نسخ منه في بعض الدول، إذ ستقام في ديسمبر المقبل نسخة مصرية، يذهب ريعها إلى مستشفى الأطفال الخاص بعلاج مرضى السرطان في القاهرة». وقال الكعبي «إن عائدات السباق لا تتحقق من خلال رسوم المشاركة الرمزية فقط، فعدد كبير من المشاركين والمتابعين أصبحوا يتبرعون لمؤسسة هيلثي كيدني بمبالغ ضخمة من باب دعم الرسالة الإنسانية للسباق، وهذا في تقديري إحدى أهم علامات النجاح، بغض النظر عن حجم الإقبال على المشاركة، وهذا كله يعني أن الهدف الخيري الذي أقيم من أجله السباق تحقق، والحمد لله، والشكر موصول لصاحب فكرته النبيلة وغايته السامية، الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة». ودعا رئيس اللجنة المنظمة أعضاء الوفد الإعلامي إلى إلقاء الضوء أكثر وأكثر على المردود الخيري، وتفاعل شرائح المجتمع الأميركي مع السباق، من خلال نوعيات المشاركين فيه، موضحاً «أن هناك حالات إنسانية كثيرة لمشاركين قهروا المرض، من خلال جهود المؤسسة الخيرية التي يذهب إليها ريع السباق، وهؤلاء هم الذين يحققون الدعاية الطيبة التي نتمناها للدولة وقادتها، وكذلك الصدقة الجارية بالنسبة إلى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد». حلبة ياس تروّج لجائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا 1 تحدث أحمد محمد الكعبي، رئيس الشؤون الحكومية في حلبة ياس، عن المهمة التي جاء من أجلها، وقال «مشاركتنا هي الأولى، ونشكر اللجنة المنظمة على دعوتنا لتمنحنا الفرصة للإسهام في هذا الحدث الخيري، ومشاركتنا تستهدف شيئين: الأول دعم الحدث بتوزيع مجموعة من الجوائز والهدايا التذكارية على المرضى في هيلثي كيدني والمشاركين في السباق.. والثاني يتمثل في الترويج لحلبة ياس وسباق جائزة الاتحاد الكبرى لسيارات الفورمولا واحد المزمع إقامته في شهر نوفمبر المقبل، وكل ما نتمناه أن ننجح في الإسهام بمد يد العون إلى هذا الماراثون الذي يحمل اسماً عزيزاً وغالياً على كل إماراتي وعربي». واختتم قائلاً «المشاركة الأولى لنا في الدورة الماضية ساعدتنا على معرفة ما يجب القيام به هذه المرة، إذ عرفنا تفاصيل كثيرة كنا نجهلها، وإن شاء الله ستكون الفرصة مواتية للحديث عن محصلة المشاركة الثانية لنا في نهاية المهمة، حتى تكون الصورة كاملة بما قدمناه». المبتعثون في قلب الحدث وجهت سفارة دولة الإمارات في واشنطن الدعوة إلى كل الطلاب المنتسبين إلى الجامعات المختلفة بالولاياتالمتحدة، للمشاركة في السباق، إذ ستتكفل السفارة بتوفير تذاكر السفر ومستلزمات المشاركة، وهي المبادرة التي أكد السفير يوسف العتيبة، سفير الدولة بواشنطن، أنها تأتي دعماً للنجاح الذي حققه الماراثون في الدورات الماضية، وتعزيز الحضور الإماراتي من خلال أبناء الدولة، بمناسبة الاحتفالية المقامة بمناسبة بلوغ السباق دورته العاشرة. البيان الاماراتية