"فنقبوا في البلاد هل من محيص" صدق الله العظيم. "الغريق يتعلق بقشة" رغم أنه يعلم أن القشة لن تنجيه من الأمواج المتلاطمة في البحر الهائج. هكذا هو الحال لدى بعض عناصر وقيادات حزب الإصلاح في اليمن ووسائل إعلامهم، غرقوا في بحر من الكذب وتمرغوا بوحل الخيانة والمتاجرة بدماء الشهداء وافتراء الكذب وتزييف الحقائق، وكلما حاولوا الخروج من فساد صنعوه بأنفسهم ليلصقوه بمن يخالفونهم يقعون في فساد آخر وفي الحفرة التي يحفرونها لغيرهم.. لماذا؟!!.. لأن سياستهم ومنهجيتهم وتعاملهم مع الناس يعتمد على الكذب والخداع والمراوغة، ولذلك تراهم يعيشون في نفس المستنقع الخبيث الذي صنعوه لأن الشعب قد عرف حقيقتهم ومكرهم وعمق ولائهم المطلق لأسيادهم الأمريكيين والإسرائيليين، "فمن يقترب من أمريكا فهو قريب من إسرائيل"، ومع ذلك الانحطاط والفضائح والكذب المضلل التي تمارسه وسائل إعلامهم المختلفة وانكشاف حقيقتهم للشعب اليمني وللعالم كله، تراهم- على سبيل المثال فقط لا الحصر- يملأون المساجد والنوادي وأماكن التجمعات ورسائل الموبايلات بالشحت والتسول باسم الأقصى وفلسطين والأيتام والشهداء و.. و.. إلخ، في حين تراهم يقدمون الطاعة والولاء لمن يقتل الفلسطينيين وينتهك كرامة الشعب الفلسطيني هذا كنموذج بسيط لممارساتهم، إذاً فهم لم يعد لديهم ذرة من القيم والمبادئ التي يمكن من خلالها أن يثق بهم الناس، وهم يسلكون المسلك الذي قال الله عنه "أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم"، فأين العهود والمواثيق التي قطعوها للشعب في بداية الثورة؟!!.. وأين العهود لدماء الشهداء الذين تاجروا بأرواحهم؟!!.. وأين.. وأين..؟؟!!!. أليسوا هم من منح الحصانة لعلي صالح وتقاسموا معه السلطة والمناصب؟!! ومع ذلك يحاولون رمي العمالة لصالح على غيرهم!!.. هل لأن الأحرار من المؤتمر الشعبي العام لم يخضعوا لإملاءات الإصلاح الذي كان ولا زال يخطط لضمهم تحت إبطيه النتنين؟!!.. هل القبول بأبناء الشعب والتحالف معهم حلال للإصلاح حرام على غيرهم رغم أنهم لا يؤمنون في الواقع بالعيش المشترك والقبول بالآخر؟!!!.. هل يحتاج اليمنيون- والمؤتمريون خصوصا- لفتوى تصدر عن الهيئات الدينية السلطوية ليقفوا مع أبناء شعبهم ويتوحدوا معهم؟!!.. هل يريد الإصلاح أن يترك الشعب اليمني (كقطيع أغنام) وهم كالذئاب المفترسة التي تسيطر عليهم؟!!. لذا نقول لهم ولمن لا زال ينخدع بهم لا داعي للمزايدة والكذب والافتراء، فما تمارسونه لا يزيدنا إلاّ ثقة وصبراً وصموداً.. لقد جعلت منكم أمريكا مطية لها لتفتك بكم وتقتل بكم وتدمر بكم وتنهب بكم وتهين كرامة اليمنيين وآبائهم بكم، جعلتكم كالذباب التي لم يعهد يوما من الأيام أن وقعت على ما هو نظيف وطاهر، بل تبحث عن القاذورات لتمرغ نفسها بها، ومع ذلك تتباهى بما هي عليه وتظن أن أزيزها وطنين أجنحتها يضير الآخرين ويخيفهم، لذا نقول كما قال الشاعر: فدع الوعيد فما وعيدك ضائري أطنين أجنحة الذباب يضير