لم تتوقف الآلة الإعلامية والهجمة الشرسة لوسائل إعلام المشترك ووزرائه في حكومة باسندوه الصامتة كالشيطان الأخرس، عن التعبير بسذاجة عن مكنون أهدافهم وأحقادهم الانتقامية، حيث تم التسريع بوتيرة التنفيذ والتطبيق للمبادرة الخليجية من جانب المؤتمر الشعبي العام وقيادته السياسية والالتزام بما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي بتشكيل اللجنة العسكرية وقبلها قرار تشكيل حكومة الوفاق برئاسة المشترك وسط مباركة المجتمع الدولي بما يفتح مرحلة جديدة يصاغ فيها مستقبل اليمن الديمقراطي الوحدوي الواحد.. لكن قيادات "المشترك" لم يبارحوا مواقفهم ومواقعهم ولهجتهم التصعيدية التحريضية على الفتنة وعلى ما حملته المبادرة الخليجية من نصوص ملزمة، وبالذات على شخص رئيس الجمهورية الرئيس علي عبدالله صالح الذي ما فتئ يقدم التنازلات منذ الوهلة الأولى، لإنقاذ البلاد من حماقة البعض وغبائهم الذي سيدفع الوطن نحو الكارثة. ما تقوم به أحزاب المشترك ومليشياتها المسلحة من فوضى وكذا اشتراطاتها التعسفية، وتحريكها لأعضائها وعناصرها في المحافظات وتصعيد احتجاجاتها أمام الوزارات ومؤسسات الدولة ومحاصرتها، إنما يعد إخلالاً واضحاً لما التزم به قادة هذه الأحزاب ووقعوا عليه وعملاً منافياً لكل الأخلاق والأعراف والمواثيق ويستهدف مباشرة إسقاط وإفشال المبادرة الخليجية.. وهو ما ينبغي ويستوجب الوقوف أمامه من قبل الأشقاء والأصدقاء.. والأمر ذاته بالنسبة لحكومة الوفاق "الصامتة" التي يجب عليها أن تخرج من دائرة الصمت وتقف بمسؤولية أمام تلك الخروقات والتعسفات من قبل قيادة أحزاب المشترك وشركائهم من المتمردين والعصابات القبلية بما من شأنه تحقيق هدفها الأساس فيما تعهدت به وهو توفير الأمن والسكينة للمواطن وحماية الممتلكات والأرواح وتوفير المناخات والاجواء الآمنة للمضي قدماً بما تم الاتفاق عليه وإلا فإنها ستصبح مجرد ظاهرة صوتية. على الجميع الاضطلاع بمسؤولياته وواجباته إزاء ما يترصد بالوطن والمواطن من خلال الأعمال العسكرية والإعلامية العدائية وأعمال التجييش إلى العاصمة، وإلا فإن ما كان يخاف منه الجميع وبالذات الأشقاء والأصدقاء سيقع لا قدر الله.. وكفى!!.