♦تجددت المواجهات بين الحوثيين والقبائل في منطقة أرحب شمال شرق صنعاء، بعد انهيار الهدنة التي وقعت في وقت سابق. وقالت مصادر محلية إن الحوثيين خرقوا الهدنة وهاجموا بلدات عدة في أرحب، واستخدموا مختلف أنواع الأسلحة وتصدت لهم القبائل، في ظل مسعى حوثي لتوسيع النفوذ وفرض سياسة الأمر الواقع. وبحسب صحيفة «اليوم» السعودية فإن الرئيس عبد ربه منصور هادي أبلغ الحوثيين عبر رسالة أن الدولة ستتدخل إذا ما واصلوا تقدمهم بعد منطقة حوث في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء. وكانت مصادر مطلعة قد أكدت ل «الخبر» في وقت سابق أنَّ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي منح مهلة محددة لجماعة الحوثي لتسليم أسلحتها للدولة. وقالت المصادر إنَّ جماعة الحوثي رفضت مهلة الرئيس بتسليم أسلحتهم الثقيلة للدولة والتزامهم بمخرجات الحوار الوطني. إلى ذلك قال الناطق الرسمي باسم قبيلة أرحب، شمال العاصمة صنعاء، محمد مبخوت العرشاني، إن عناصر الحوثيين خرقت الاتفاق الذي توصلت إليه لجنة الوساطة التي شكلها الرئيس عبد ربه منصور هادي، بين الجانبين. ونقلت «الشرق الأوسط» عن العرشاني قوله إن «مسلحي القبيلة انسحبوا من المواقع التي كانوا يتمركزون فيها وتحت إشراف لجنة الوساطة، لكن الحوثيين رفضوا الانسحاب، وطلبوا من اللجنة العودة من حيث أتت، وأخبروا اللجنة بأنهم لن يخرجوا من أرحب»، مشيرا إلى أن الحوثيين الذي ينتمي أغلبهم إلى مناطق في صعدة والجوف، وحرف سفيان في عمران، هاجموا مساء الأربعاء الماضي عددا من القرى في أرحب، في منطقة عيال عبد الله، وجبل الشبكة، وبني سليمان، لكن مسلحي القبائل صدوهم وأفشلوا هجماتهم. واستبعد العرشاني من تكرار ما حدث في عمران ، لافتا إلى أن مسلحي القبيلة على بعد 40 كيلومترا شمال صنعاء صدوا وأفشلوا هجمات الحوثيين. وقال: «الحمد لله قبيلة أرحب موحدة، وعلى قلب رجل واحد، والجميع من مختلف الأحزاب والانتماءات، يقاتل من أجل أرضه، وإخراج الغازي الحوثي، ولا يوجد عندنا من يخون أو يغدر بنا». وكان اتفاق هدنة وقعها طرفا الحرب في أرحب، نص على وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة العاشرة من مساء الثلاثاء، وإخلاء جميع النقاط المسلحة التابعة لطرفي الصراع، وإحلال جنود من قوات الجيش لتأمين الطرقات في المديرية، وأخرج جميع المسلحين من خارج المديرية. وتقع خارطة المواجهات التي يقودها ويخوضها الحوثيون في شمال شرقي اليمن كالتالي: معارك مع القبائل وحزب الإصلاح في محافظة الجوف بشرق البلاد، معارك مع حزب الإصلاح والقبائل في منطقة أرحب بمحافظة صنعاء، شمال العاصمة، معارك طاحنة مع السلفيين في منطقة دماج بمحافظة صعدة، ومعارك أخرى في ذات المحافظة مع رجال القبائل، وتحديدا في منطقة كتاف، ومعارك أخرى مع قبائل حاشد في محافظة عمران وسبق لهم أن خاضوا عددا من الحروب في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، وترى بعض الأوساط أن جماعة الحوثي تحاول السيطرة على جبل الصمع في مديرية أرحب لأنه يطل على العاصمة صنعاء، وتحديدا على مطار صنعاء الدولي. وينفي الحوثيون صحة الأنباء عن نيتهم للاستيلاء على العاصمة صنعاء. ويقول علي البخيتي، الناطق باسم الحوثيين في تصريح لذات الصحيفة إن الحوثيين «موجودون في صنعاء بمئات الآلاف والجميع يعرف أننا نحشد مئات الآلاف في المناسبات وبالتالي نحن موجودون سياسيا وفكريا في صنعاء مثلنا مثل بقية القوى الأخرى». وحول صدقية ما يطرح بأن الحوثيين يسعون إلى السيطرة على المناطق المحيطة بصنعاء وعلى منفذ على البحر في محافظة حجة، يرد القيادي الحوثي بأنه لا توجد لديهم «نية للحصول على جبال أو منافذ بحرية، ونحن موجودون في أرحب وفي حاشد، وعندما يحدث علينا اعتداء نقوم بالدفاع عن أنفسنا لأن الدولة غائبة، ولا بد من أن يملأ أحدهم فراغ غياب الدولة وعندما تتوفر دولة شراكة وطنية بما في ذلك في صعدة، نحن مستعدون أن نكون كبقية الأطراف السياسية في اليمن». وكان مصدر يمني مسؤول قال إن الدولة لن تسمح لأي كان بالعبث بمكتسبات الحوار الوطني والاستهتار بأمن البلاد، وفرض سياسة الأمر الواقع. وذكر المسؤول ،الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الدولة قادرة على أن تضرب في أي مكان، وأن توقف عبث واستهتار أي كان. وقال ،في إشارة إلى جماعة المتمردين الحوثيين إنه «لا ينبغي أن يفهم أن موقف الدولة إزاء الأحداث الأمنية على أنه موقف الضعيف»، مؤكداً أن الدولة حريصة على النسيج الاجتماعي، لكنها لن تسمح لأي طرف يحمل السلاح بأن يفرض آراءه أو أن يفرض سياسة الأمر الواقع على الآخرين. ونقلت «القدس العربي» عن المصدر قوله إن «الدولة ومعها المجتمع الدولي حريصة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتوفير الأجواء المناسبة لهذا الغرض'، وذكر ان الدولة إذا ما وجدت أن بعض الأطراف تصر على عرقلة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني فإنها ‘ومعها الأشقاء والمجتمع الدولي لن تسمح لأي طرف بعرقلة تنفيذ مخرجات الحوار».