قال الشيخ ولد أبو محمد، رئيس مستوصف النور الصحي، التابع لجماعة الإخوان المسلمين بموريتانيا، إن السلطات في بلاده أبلغته مساء أمس الجمعة بإمكانية مزاولة المستوصف لنشاطه الصحي، بعد ساعات من مداهمته وإغلاقه. وداهمت قوات الأمن الموريتانية صباح أمس الجمعة، المستوصف (مركز صحي صغير) التابع للجمعية "النسوية" المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، والواقع بمقاطعة توجنيين بالعاصمة نواكشوط، قبل أن تغلقه وتلقي القبض على محمد سيديا ولد أبو المعالي، الذي كان يداوم في المستوصف لحظة مداهمته، بحسب القائمين على المستوصف. وأعرب أبو محمد عن استغرابه من "استهداف منشأة صحية تقدم خدمات طبية جيدة وبأسعار رمزية للآلاف من المرضي، وتخضع لرقبة دورية من قبل وزارة الصحة وتقدم لها تقارير مالية وإدارية عن نمط عملها"، حسب قوله. وكان إغلاق المستوصف جزءا من حملة شنتها السلطات الموريتانية، الجمعة، وأغلقت فيها مركزين وفروع ل"جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم" الخيرية، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين في البلاد. ما ردت عليه الجمعية بدعوة الحكومة إلى مراجعة قرار إغلاق مقارها، معتبرة أن "استهداف مؤسسات الدعوة إلي الله تعالي في موريتانيا لا يخدم إلا أعداء الدين و الوطن الذين يعملون لبث الفرقة، ويرون أن المصالحة بين الدولة والدعوة خطرا عليهم"، بحسب بيان للجمعية حصلت الأناضول على نسخة منه أمس. كما أصدرت قوي سياسية معارضة بيانات تُندد بإغلاق الجمعية وتحتج على ما وصفته ب"موجة تراجع الحريات والتضييق على التظاهرات" بالبلاد. ولم تصدر السلطات الموريتانية حتى صباح السبت أية تعليقات حول أسباب إغلاق المركزين وفروع الجمعية الخيرية المحسوبة على جماعة الإخوان، كما لم تصدر أي بيانات عن أسباب السماح لمستوصف النور بمزاولة أنشطته بعد ساعات من اغلاقه. لكن محللين يربطون بين حملة على الإخوان في موريتانيا والتقارب بين الأخيرة وكل من السعودية والإمارات، ولا يستبعدون أن تكون لزيارة وزير الثقافة والتوجيه الإسلامي الموريتاني، أحمد ولد النيني، الجمعة، إلي الإمارات علاقة بالأمر.