استقبل الرئيس عبد ربه منصور هادي اليوم رئيس وزراء فلسطين السابق الخبير الاستراتيجي للجهاز التنفيذي لتسريع استيعاب تعهّدات المانحين ودعم سياسات الإصلاح سلام فياض ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر والقائم بأعمال الجهاز التنفيذي لاستيعاب مساعدات المانحين خلدون سالم صالح محمد. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن اللقاء ناقش الأوضاع العامة في اليمن ومستجداتها وتطوراتها و كذا النجاحات التي حققها مؤتمر الحوار الوطني الشامل بمخرجاته التي تمثل منظومة جديدة للحكم الرشيد والمشاركة الواسعة في المسئولية والثروة والسلطة من خلال نظام اتحادي مكون من ستة أقاليم يهدف في المقام الأول الى الاشراف الإداري عن قرب لإحداث نهضة وتطور يلبي مطالب الناس بمختلف حاجياتهم والخدمات المختلفة خاصة الكهرباء والمياه والصحة العامة والتربية والتعليم والأمن و يمكن من محاصرة الفساد وتجفيف منابعه. ورحب الرئيس بانضمام سلام فياض كخبير دولي مشهود له وقال : «سنتعاون جميعا من اجل معالجة الازمات الاقتصادية والأمنية خاصة وان الازمة السياسية قد تلاشت بفعل نجاح الحوار والتقاء كل القوى السياسية في بوتقة واحدة والاتفاق على تلك المخرجات الوطنية التي ترسم معالم المستقبل الجديد». واعتبر الرئيس هادي خروج اليمن منتصرا من تلك الازمات التي تراكمت منذ ما يزيد عن نصف قرن مفخرة كبيرة ليس لليمن ولكن من اجل السلم والآمن الدوليين. وفي اللقاء عبر سلام فياض عن اعتزازه بهذا اللقاء.. وقال «شرف عظيم ان أكون معكم يا فخامة الرئيس وسنعمل بكل الجهد وتوظيف خبراتنا ومعارفنا بشؤون التنمية والاقتصاد والاستثمار على مختلف مستوياته وسنكون انشاء الله عند حسن الظن وبما يخدم اليمن والأهداف النبيلة والعظيمة التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني الشامل». وأشار فياض إلى أن المشاريع الاستراتيجية مثل تحلية المياه وتوليد الكهرباء وبما يوفر الحاجة للناس ستأخذ وقتها الكافي وسنعمل باهتمام على تنفيذ المشاريع التحويلية الصغيرة التي يحتاج اليها الناس سريعا من اجل احداث نقلة نوعية خدمية واقتصادية وسنوظف الموازنات والمساعدات وبما يوازي الإنتاج والعمل في المجالات المختلفة. وأكد أن الحضور الدولي القوي والمساعدات والمنح المرصودة لليمن يمكن ان تحدث فعلا النقلة النوعية المطلوبة. وقال : «نحن الان بصدد تقييم الاحتياجات وتحديد الأولويات وبما يؤكد المصداقية في العمل والتوجه الصادق نحو احداث التغييرات في اليمن بكل ما نملك من قدرات وتوظيف كافة الموارد المشار اليها لتحقيق ذلك». عكما استقبل هادي اليوم نائب مستشار الأمن القومي البريطاني للشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب بادي ماك جيسنز والوفد المرافق له. وفي اللقاء رحب به الرئيس .. مشيرا إلى أن العلاقات بين اليمنوبريطانيا وطيدة وحميمة.. معبراً عن تقديره البالغ لما قدمته بريطانيا من مساعدات لليمن خصوصا في ظل الأزمة التي نشبت مطلع العام 2011 والمعالجات التي تمت إزاء ذلك. وأشاد بدور سفيرة بريطانيا لدى اليمن جين ماريوت التي تعمل بكل جهد من اجل تقريب وجهات النظر مع زملائها في الدول العشر الراعية والداعمة للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة. وقال الرئيس : «لقد مررنا بأوضاع صعبة و تجاوزنا اليوم مصاعب 2011 م و2012م بترك الجميع للسلاح والانخراط في حوار شامل ضم كافة الفئات السياسية والثقافية والاجتماعية تحت مظلة الوحدة والديمقراطية وخرجت المتحاورون بعد عشرة اشهر من الحوار بنتائج باهرة تؤسس لمرحلة استراتيجية والانطلاق صوب المستقبل الجديد لليمن لتأسيس الدولة المدنية الحديثة التي يتوق إليها الجميع والقائمة على العدالة والحرية والمساواة». وأضاف : «ما زال اليمن يعاني من الأزمات الاقتصادية والأمنية والسياسية ويمثل الجانب الاقتصادي الهم الأكبر الذي تبذل الجهود من اجل تجاوز تحدياته ومعضلاته التي ما تزال ماثلة فيما تلاشت مخاطر الجانب السياسي خاصة بعد الاتفاق على مخرجات الحوار الوطني الشامل ونعتبر الدعم الاقتصادي حجر الزاوية لتمكيننا من ترجمة وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار». وتناول الرئيس جملة من القضايا المتصلة بالتهريب بكل أنواعه وأشكاله وتأثيراته على الاقتصاد اليمني لما يلحقه من أضراره على اليمن والمنطقة ، لافتاً إلى الجهود التي تبذل لمكافحة التهريب في ساحل اليمن البالغ طوله حولي 2600 كلم من خلال العمل الجاد لتوفير الإمكانيات والتجهيزات التي تتطلبها القوات المختصة بمكافحة التهريب وإيجاد شراكة واسعة من اجل الأمن والاستقرار في اليمن ومنطقة الجزيرة والخليج.