الليلة على "جسر واترلو"… أ نا والنهر و ثالثنا برد الشتاء… كان مقرراً أن تلتحق لندن بنا… لكني لمحتها في فستان سهرة… تمرّ سريعاً من على الجسر… أنا لا أفهم لندن في الشتاء… سلوكها يريبني في الليالي الباردة… ذهبتْ إلى موعد معلَّق كسؤال قِلق… قالت لي الصيف الماضي: أحب لون الرمال في كلماتك.. الليلة فضَّلتْ لون الشتاء في عيني عاشق آخر… صحفها تتحدث عن علاقاتها الغرامية المتعددة بين غورباتشيف وجورج بوش… هذه الفتاة تغير أحبابها، كما تغير فساتين سهرتها…بسهولة وسرعة… لكنها تظل الأجمل… "زوربا" أخذ "مايا" ودخلا المقصف القريب… "إليوت" معكر المزاج، لا يريد الحديث إلى أحد… المهرج التعس يحاول إخراج الأرنب من قبعته… حتى "نزار"، تأبط يد فتاة إسبانية خدعها بنسبه الأندلسي، واختفيا في عتمة الليل… أنا والبرد والنهر… قال لي التايمز: أنت منذ زمن معلق على الجسر… أكثر الناس تعباً المعلقون على جسور الزمن… لا يحسون دفء النهر…ولا يفترشون الضفاف… اقذف نفسك من على الجسر… أحضاني دافئة… هممتُ بالنهر… همَّ بي النهر… لكن الراعية خرجت من قبعة السماء… فتوقف النهر… واختفت المرائي كلها… وتكوَّمتْ روحي بين يديها…