اكتسب الإدريسي، المعروف بمؤسس علم الجغرافيا، وبكنية أبو عبدالله، بن محمد بن عبدالله بن إدريس، الممتد تحدره العربي القرشي الهاشمي إلى الحسن بن علي بن أبي طالب، مجداً جديداً بإطلاق "ناسا" الفضائية اسمه على سلسلة جبال في كوكب بلوتو البعيد في المجموعة الشمسية 5 مليارات كيلومتر عن الأرض، قطعتها مركبة New Horizons الأميركية لتصوره وتلقي أول نظرة فاحصة للإنسان من قريب على كوكب معظمه جليد بجليد، وتدور حوله 5 أقمار. في صور جديدة لسطح الكوكب، بثتها "ناسا" الأميركية، وقالت إنها على مستوى عالٍ من الدقة والجودة، نرى بالأبيض والأسود تضاريس لحفر وجبال وأنهار جليدية على طول شريط ثلجي خشن، ممتد 80 كيلومتراً من مشاهد مذهلة، فيها ظهرت تفاصيل جديدة عن سهول جليدية وجبال فردية، وأخرى متقاربة في سلسلة جبال، أهمها ما أطلقت عليه AL-Idrisi. يذكر أن من أشهر مؤلفات الإدريسي، كتاب "روجر" كما المعروف اسمه أجنبياً، وهو "المشتاق في اختراق الآفاق" عربياً، كموسوعة جغرافية كانت مرجعاً لعلماء أوروبا طوال 3 قرون، وتركها للعالم بطلب من "روجر الثاني" ملك صقلية، الراحل في 1154 بعمر 59 سنة، وكان محباً للعلوم والمعارف، ويكن احتراماً للإدريسي "الذي عاش في مملكته بعد سقوط الحكومة الإسلامية". ولُقب الإدريسي، بالشريف، والممهور رسمه على كثير من طوابع بريد كرمته بها بعض الدول العربية، واستغرق كتاب "روجر" أكثر من 15 سنة لينهيه، حيث كان كبير الجغرافيين في التاريخ، مع أنه كتب في الأدب والشعر وعلم النبات، ودرس الفلسفة والطب والنجوم، خصوصاً في قرطبة، حيث كان يقيم، واستخدموا طوال قرون خرائط رسمها، بينها واحدة للعالم العربي والشرق الأوسط، وهو أول من حدد اتجاهات الأنهار والبحرات، ودرس المرتفعات والجبال، وهو أول من حدد أيضاً مصدر نهر النيل، وكان خبيراً بالبحار وحركة تياراتها.