قال مدير عام خطوط النقل ومحطات التحويل بالمؤسسة العامة للكهرباء المهندس محمد الشيباني، إن خطوط نقل الطاقة الكهربائية تعرضت ل 224 اعتداء تخريبي حتى الآن، خلفت خسائر مادية مباشرة تجاوزت ال 37 مليار ريال. وأكد الشيباني ل «الخبر» بأن الخسائر المباشرة تشمل تكاليف الطاقة المنقطعة وقطع الغيار وأجور الإصلاحات. وأوضح أن الاعتداءات التي طالت خطوط نقل الطاقة الكهربائية بلغت خلال العام الماضي 122 اعتداء منها 67 اعتداء على خطوط نقل مأربصنعاء، و30 إعتداء على خطوط بني الحارث جدر، و10 إعتداءات على دوائر الراهدة الحبيلين، و15 إعتداء على خطوط الحسوة جعار. وبيَّن أن خسائر الاعتداءات على خطوط الطاقة الكهربائية خلال العام الماضي 2012م تجاوزت ال 12 مليار ريال تكاليف طاقة منقطعة وقطع غيار وأجور إصلاح. وأفاد المهندس الشيباني بأن العام 2011م شهد 90 اعتداء منها، 62 اعتداء على خطوط نقل مأربصنعاء، و4 اعتداءات على خطوط الحديدة رأس كثيب، و3 اعتداءات على خطوط تعزصنعاء، و10 اعتداءات لخطوط نقل جدر بني الحارث، و5 اعتداءات لدوائر الراهدة الحبيلين، و6 اعتداءات لخطوط نقل الحسوة جعار، فيما شهد العام 2010م (10) إعتداءات على خطوط نقل الطاقة الكهربائية مأربصنعاء. وأشار إلى أن الاعتداءات التي تطال خطوط النقل يترتب عليها إلى جانب الخسائر التي تتكبدها المؤسسة، أضرار غير مباشرة، تسبب في انخفاض العمر الافتراضي للمعدات والآلات على مستوى المنظومة ونفاذ مخزون قطع الغيار والذي يتم توفيره من الخارج بملايين الدولارات. وقال :" الاعتداءات تسبب خطورة فنية تهدد المنظومة الوطنية الكهربائية بالكامل واستمرار تلك الاعتداءات سيؤدي إلى أن تكون النتائج كارثية وقد تؤدي إلى انهيار شامل لأجزاء المنظومة". ولفت إلى أن تلك الاعتداءات تسببت في انهيار العازلية في ملفات بعض أعضاء المولدات الكهربائية والتي لا تزال بعضها خارجة عن الخدمة حتى الآن، و احتراق محولات كهربائية كثيرة، كما تسبب في انفجار قاطعات كهربائية بمحطات التحويل، واحتراق شواحن محطات التحويل، فضلاً عن حدوث انفجار واحتراق العديد من المحولات والقواطع في منظومة التوزيع. وطالب الجهات المعنية بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأبراج الكهربائية وخطوط النقل وخاصة خطوط الضغط العالي 400 كيلو فولت مأرب – صنعاء. وجدد تأكيده على ضرورة إيجاد الحلول الجذرية لهذه المشكلة حتى لا تتكرر الاعتداءات ولغرض استمرارية المنظومة الوطنية الكهربائية وفقا لقواعد الأمن والسلامة المهنية. وحذر من أن :" استمرار هذه الإعتداءات سيترتب عليه كارثة فنية، كما أنه يشكل خسارة وطنية تكبد الإقتصاد الوطني مبالغ باهضة، فضلاً عن المعاناة الكبيرة التي يتجرعها المواطنون جراء الإنطفاءات، وكذا المستثمرين والتجار". وكان المهندس الشيباني قد أشار إلى أن الدائرة الأولى من خطوط نقل الطاقة الكهربائية مأربصنعاء تعرضت أمس لاعتداء تخريبي جديد في منطقة فرضة نهم بمحافظة صنعاء ما أدى إلى خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة. وأفاد بأن عناصر تخريبية أقدمت الساعة الخامسة فجرا، بالإعتداء على الدائرة الأولى في نقيل الفرضة بين البرجين 129 130 .. لافتاً إلى أن هذا الإعتداء يعد الثاني من نوعه في أقل من 24 ساعة على خطوط نقل الطاقة الكهربائية بعد أن تعرضت الخطوط لاعتداء على الدائرة الثانية في منطقة آل شبوان بمحافظة مأرب أمس الأول. داعياً المواطنين إلى تقدير الظروف التي تمر بها المؤسسة العامة للكهرباء نتيجة لهذه الأعمال التخريبية المتكررة .. مؤكداً أن المؤسسة تبذل قصارى جهودها لإعادة التيار الكهربائي في أقرب فرصة ممكنة بقدر الإمكان. وتعاني اليمن من فجوة كبيرة في الطاقة الكهربائية بين الطلب عليها والمتاح من الطاقة إذ تشير التقارير الرسمية أن توليد الطاقة لا يتجاوز في أفضل أحواله 1000 ميجاوات في حالة عمل كافة المحطات الكهربائية الغازية والعاملة بالوقود .. ومع ذلك فإن ظاهرة الإعتداءات على خطوط نقل الطاقة الكهربائية مثلت خلال العامين الماضيين أكثر المشاكل التي عانى منها هذا القطاع المنهك بفعل سياسات خاطئة تراكمية. وعلى الرغم من مساعي الدولة للقضاء على ظاهرة الإعتدءات السلبية وتنفيذ حملات عسكرية متقطعة لتطهير بعض مناطق مأرب من العناصر التخريبية التي تعتدي على أبراج الكهرباء ، إلا أن تلك العناصر لازالت تعتدي على الخطوط بين الحين والآخر الأمر الذي يعده بعض الخبراء مساعي لتشويه صورة محافظة مأرب وأبنائها المعروفين طيلة الأزمنة والقرون بمواقفهم الوطنية والشجاعة وبكرمهم وشهامتهم. دوافع وأسباب الإعتداءات وبحسب خبراء وباحثين إقتصاديين فإن رواية " الدوافع السياسية" التي تقف وراء الإعتداءات هي الأقرب إلى الواقع والحقيقة. إذ سعى عدد من مشائخ محافظة مأرب منهم الشيخ ربيش بن كعلان كبير مشائخ الجدعان، إلى إبرام وثائق عهد مع قبائلهم للحفاظ على المنشئات العامة ومنها خطوط نقل الطاقة الكهربائية. ونقلت مواقع إلكترونية إخبارية عن مصدر محلي بمأرب قوله :" إن الشيخ ربيش بن كعلان قام عقب صلاة الجمعة العام الماضي في مسجد بمنطقته وهو ممسكاً بالمصحف الشريف يناشد قبيلته بعدم التعرض لأبراج الكهرباء".. وأوضح المصدر أن الشيخ ربيش أجهش بالبكاء عقب مناشدته تلك، الأمر الذي رحب به سياسيون واقتصاديون ولاقى ارتياح كافة أبناء الوطن. ولم ينسى العلماء تقديم دورهم في هذا الجانب إذ أصدروا بيانات كثيرة اعتبرت المعتدين على الأبراج الكهربائية مفسدين في الأرض ويجب على الدولة تنفيذ حد الحرابة فيهم. واعتبرت هيئة علماء اليمن من يرتكبون هذه الأعمال بأنهم من قطاع الطرق، باعتبار الإعتداء على المنشئات الخدمية محرماً ومجرماً مصداقا لقوله تعالى – ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ *) (المائدة:33). ويناشد المواطنون العناصر التي تقف وراء الإعتداءات بضرورة النأي بالمؤسسات الخدمية ومنها منشئات الكهرباء عن المشاكل السياسية والحفاظ عليها وصونها باعتبارها مكتسبات وطنية ومال عام، كما يأملون أيضاً أن تقوم الدولة بدورها في تنفيذ بعض المعالجات التي يراها المختصون في هذا الجانب ومنها مد الكهرباء إلى المناطق التي تمر بها خطوط النقل الكهربائي وهي محافظة مأرب ومديرية نهم بمحافظة صنعاء والتي تشهد تباطؤ ملحوظاً رغم تصريحات المختصين باهتمامهم بهذا الجانب. [email protected]