لقيت عملية استهداف مجمع وزارة الدفاع اليمنية " العرضي " ادانات واسعة محلية وعربية ودولية .. فيما انتهت ظهر الجمعة مهلة الأربعة وعشرين ساعة التي حددها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لرفع لجنة التحقيق بتقريرها عن جريمة استهداف وزارة الدفاع ومستشفى العرضي أمس الخميس وراح ضحيتها ستون شهيدا وقرابة المائتي جريح. ولم تصدر وسائل الإعلام الرسمية أي معلومات حول ما اذا كانت لجنة التحقيق قد قدمت نتائج التحقيق لرئيس الجمهورية أم لا. هذا ويترقب المواطنون اليمنيون الذين عبروا عن إدانتهم لعملية استهداف وزارة الدفاع نتائج التحقيقات بفارغ الصبر .. داعين الى كشف النتائج وبكل شفافية واعلان اسماء المتورطين في هذه العملية الإجرامية ومن يقف ورائهم للرأي العام. وكانت العاصمة اليمنية صنعاء الخميس – 6 / 12 / 2013 – على موعد ارهابي كبير استهدف مجمع العرضي الذي يحتوي المقر الرئيس لوزارة الدفاع ومستشفى العرضي العسكري اضافة الى مكاتب عسكرية عدة وهامة من بينها مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومكتب المستشار العسكري ورئيس هيئة الأركان ومكتب شؤون الأفراد وغيرها. وكانت العملية بدأت باستهداف البوابة الغربية للمجمع المطلة على السائلة عبر سيارة مفخخة فجرت في البوابة ثم دخلت سيارة مفخخة اخرى الى أمام مستشفى العرض وفجرت هناك كما استولى المسلحون على المستشفى وقاموا بتصفية كافة المتواجدين فيه من المرضى والاطباء والممرضين منهم تسعة ممرضين واطباء أجانب يحملون الجنسيات ( الألمانية والفلبين وبرفيسور فنزويلي. ولقيت العملية استياءا واسعا من قبل المواطنين ومن قيادة الدولة التي سارع رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لزيارة المكان فيما عززت قوات الحماية الرئاسية وقوات الامن الخاصة المجمع بعشرات الأطقم المسلحة والمصفحات. هذا واستمرت الاشتباكات بشكل متقطع حتى وقت متأخر من مساء الخميس حيث أقدمت وحدات خاصة على محاصرة عدد من المنازل التي اعتلاها قناصة أو رصد اطلاق نار منها على الوزارة أثناء الهجوم وتمكنت قوات الامن من اعتقال اربعة من المهاجمين ما أعتبر نصرا لوزارة الدفاع التي ورغم الهجوم الكبير الإ أنها استطاعت الحفاظ على شرفها وصورتها لدى الناس من خلال التعامل السريع مع العملية. وقال مصدر أمني رفيع إنه تم تفتيش تلك المنازل وانذار اصحابها بقصفها في حال تم السماح للقناصة بالاستمرار فيها , داعين كافة المواطنين للتعاون مع أجهزة الأمن والإبلاغ عن اي تحركات مريبة حفاظا على أمن الوطن واستقراره. فيما أكد مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر أن اليمنيين سيتمكنون من تجاوز أي محاولات تهدف إلى ترويعهم واستهدافهم. وقال في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية سبأ لدى وصولة صنعاء الجمعة أنا على يقين أن اليمنيين سيعملون يدا بيد من أجل إنجاح مؤتمر الحوار الوطني والعمل من أجل المصلحة العليا للبلد. وأشار إلى أنه سيسعى خلال هذه الزيارة للعمل بالتعاون مع جميع الأطراف من أجل تيسير النقاشات المتعلقة بالقضايا التي لا زالت متعلقة في الحوار الوطني من أجل الاتفاق على الوثيقة النهائية لمخرجات الحوار باعتبارها أهم أولويات اليمنيين ، مؤكدا في هذا الصدد بأن مجلس الأمن يبذل الجهد لتقديم المساعدة لتحقيق هذا الهدف. وعبر بنعمر عن أسفه وتعازيه لأسر الضحايا الذين قضوا في الحادث الإرهابي الذي استهدف مستشفى مجمع الدفاع بالعرضي كما تمنى للجرحى الشفاء العاجل. وتتعرض مؤسسات الجيش والأمن الى عملية استهداف منظمة منذ أطاحت ثورة الحادي عشر من فبراير 2011 بالنظام العائلي بقيادة علي عبدالله صالح بعد توقيعه على المبادرة الخليجية التي ضمنت خروجا آمنا له مقابل التخلي عن السلطة. لكن المراقبين يرون في الحصانة التي منحت للنظام السابق سببا رئيسا للهجمات التي يتعرض لها الجيش عبر أدوات عنف تتهم الشريحة الكبرى من اليمنيين الرئيس صالح بالوقوف ورائها وتمويلها خصوصا في ظل الحديث عن سبعين مليار دولار نهبها النظام السابق ويحاول حاليا من خلالها البحث عن موطئ قدم له في البلاد من خلال استمالة بعض القوى والمليشيات وزرع الرعب في وسط المواطنين بغرض حثهم على التعاطف معه والترحم على الحقبة التي حكم فيها البلاد