صدمة كبيرة لم يستطع المشاهد الرياضي في مدينة عدن أن يتداركها، بعد خسارة المنتخب الوطني الأول برباعية نظيفة هزت شباكه في المباراة الافتتاحية لخليجي20 أمام المنتخب السعودية. لم تكن تلك الخسارة متوقعة خصوصاً بعد تألق المنتخب في بطولة غرب آسيا لكرة القدم والمباريات الودية التي أقيمت في المباريات الاستعدادية للبطولة، بل إن الكثير قبل المباراة توقعوا فوز اليمن على السعودية وتجاوز منتخب أبو نقطة الذي أصبح إسماً ملازماً للمنتخب اليمني في بطولات الخليج الأربع الماضية.
الجماهير التي امتلئت بها مدرجات ملعب 22 مايو الدولي والذين توافدوا منذ الساعة ال12 ظهر يوم أمس الاثنين، لم يستحملوا تلك الهزيمة القاسية، فبعد المباراة وأثناء خروج اللاعبين من أرضية الملعب قام عدد من الجماهير برمي الحجارة على اللاعبين تفسيراً للغضب الذي هم فيه، قبل أن تتدخل قوات مكافحة الشغب وتقوم بمنعهم.
فيما خرجت الجماهير غاضبة من الملعب، حد أن بعضهم طالبوا بإقالة وزير الشباب والرياضية ورئيس الاتحاد العام لكرة القدم، ومحاكمتهم حول أسباب تلك الخسارة، ومصير الملايين التي تم صرفت للمعسكرات والمباريات الاستعدادية لخوص البطولة.
يقول سند عبدالله عبده سائق باص في حديثه ل"المصدر أونلاين" أنه كان يستمع للمباراة عبر الراديو، وبعد انتهاء المباراة بالخسارة القاسية، قام بإنزال الركاب الذين كانوا معه وتوقف عن العمل وعاد إلى البيت وهو "ضابح". بحسب وصفه.
ويضيف "لنا متلهفين لهذه المباراة منذ اكثر من سنه لنرى المنتخب يفوز ولما شفنا الخسارة ما توقعنا بهذه الاهداف وكأن مرمانا صدقة جارية للمنتخبات الاخرى لتصل الى الأدوار الثانية عبر اليمن".
فيما غادر عدن الجماهير التي توافدت من عدد من المحافظات بعد هزيمة المنتخب الوطني، حيث يشير محمد السلامي وهو أحد الجماهير التي حضرت من العاصمة صنعاء إلى أنه لم يفكر بعد الهزيمة إلا بمغادرة عدن وعدم البقاء فيها لحظة واحده. حسب قوله.
وأضاف "تكبدنا خسائر الوصول إلى عدن وتكاليف السكن والاسعار الخيالية في كل ما نريده لأجل مؤازرة المنتخب، لكن لاعبين المنتخب خيبوا أملنا امام الآخرين رغم أننا أصحاب الأرض والجمهور".
وتابع "كنت أتمنى أن يفوز منتخبنا أمام السعودية ويخسر أمام بقية المنتخبات، لأننا نتمنى منذ فترة طويلة الفوز ولو مرة واحدة امام المنتخب السعودي".
ويذكر أبو محمد ل"المصدر أونلاين" أن أحد بناته التي لا تهتم بالمباريات، أصرت على مشاهدة مباراة المنتخب كون البطولة في اليمن، غير أنه أغمي عليها من البكاء بعد الخسارة وتم إسعافها إلى أحد المستشفيات، مشيراً إلى أنها لم تستطع أن تتحمل الخسارة الكبيرة خصوصاً أنها تنبات بفوز اليمن 2/1 على السعودية.
ورغم خيبة أمل الجماهير إلا أن البعض أبدى سعادته لتلك الخسارة نظراً لعدم تمكنهم من حضور المباراة بسبب وجود أشخاص من خارج محافظة عدن حسب قول أحدهم.
ويقول سمير محمد ل"المصدر أونلاين" وصلنا الملعب الساعة 3 عصراً ووجدنا الملعب مليان وعرفنا إن اللي دخلوا جائوا بهم فوق باصات وقلابات من خارج عدن عشان أصحاب عدن ما يدخلوش, وعلى شان كذا خسروا ويستاهلوا الخسارة".
الصدمة شملت الجماهير الرياضية والمحبة لمنتخب اليمن في جميع محافظات الجمهورية غير أنها كانت أقسى على الجماهير العدنية التي حضرت وآزرت المنتخب في أول مرة يكتظ الملعب بتلك الحشود التي لم يستطع أكثر من 40 ألف متفرج من الدخول للملعب بسبب إكتظاظ الملعب.
رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم أحمد العيسي دعا اللاعبين إلى نسيان الخسارة الثقيلة أمام الأخضر السعودية في افتتاح بطولة "خليجي 20"، مشيراً الى انه تلقى إتصالا من رئيس الجمهورية يطلب حث اللاعبين على التحلي بالثقة والشجاعة وتقديم أفضل صورة في المواجهة القادمة.
ولفت إلى الدعم والمؤازرة الجماهيرية الكبيرة والمنقطعة النظير للمنتخب في مباراة الافتتاح على الرغم من النتيجة التي لم تكن متوقعة، مؤكدا أن "لاعبي المنتخب الوطني يمتلكون القدرة والمهارة اللازمتين لمواجهة نجوم الكرة الخليجية".
المباراة التي ستقام الخميس المقبل في ملعب الوحدة بأبين وستجمع المنتخب الوطني مع منتخب قطر، هل سيتمكن لاعبوا المنتخب من دفع الجماهير إلى نسيان خسارة السعودية، وإعادة الابتسامة إلى ملايين الجماهير الرياضية داخل اليمن وخارجه، أم ان الأحمر اليمني سيواصل مسلسل تلقي شباكه للأهداف؟
وهل سيتمكن المنتخب من الحصول على نقاط من المباريات الاثنتين القادمتين امام قطر والكويت، أو على أقل الأحوال الخروج بنقطة واحدة حتى يبقى محتفظاً بلقب "منتحب أبو نقطة"، أم سيكون منتخب 0 , ويخرج من البطولة بخفي حنين غير باستضافته للبطولة.