بارد هذا المساء .. أحاول الكتابة و جُل متعتي هذه اللحظات فيروز تغني وحدون بيبقوا متل زهر البيلسان.. وفنجان الشاي المتصاعدة أبخرته أمامي راسماً خريطة ًللنزوح لمكان نعلم جيداً أنه مجهول.. هوساخن ألأن جدا ًوبعد دقائق سيبرد جداً.. كحال كل شيء يبدأ مشتعلاً( يوحي) لنا بالدفء و ينطفئ بسرعة. منذ ايام كنت اتصفح الإنترنت حينما دخلت صديقة حميمة بريدها الإلكتروني وعند رؤيتي لها شعرت بشيء .. اشتم رائحتك انتي قريبة جداً .. هكذا قلت لها بنبرة جادة ... وفي الناحية الأخرى على بعد شارع فقط امام شاشتها تسمرت وتملكها الذهول .. قالتها .. نعم .. كيف احسستِ؟
كنا صغاراً قبل سنوات طويلة .. ظننا أننا كبرنا .. لكن مايبدو أنه الواقع لم يحدث.. لربما اضيفت سنوات ثمان على عمر كل منا فقط ..الأن سنلتقي ونعود صغاراً ونسترجع 8 سنوات قديمة ولن اقبل بأقل من الركض في الطرقات وتوزيع الضحكات على كل الأرصفة .. أنا عندك الأن في طابقك الثامن وشقتك ال 308 .. غريب أمر الرقم 8 !
إختلفتِ .. نعم كثيراً .. هذا الالم في عينيكِ .. انتِ بائسة اكثر .. أرى الفرق واضحاً على محياكِ لكن لاتحزني لاحظت تخلصك للكيلوات الزائده (هاجس) .. وهذه الضحكه المليئة بالشوق والمرارة تحاولين معها خلق الراحة ولو بإستخدام الة لتزييفها .. وتدخرين معها ضحكات لحين الحاجة ..قلبكِ هذا البحر من الحب الذي يغمر ارواحنا لكنه لايغرقنا .. هو ألأن مفطور ..
تبدأين بسرد القصص الطويلة جداً التي لن تنتهِ..ودخان سجائرك لاينتهي ..يسافر معك للذكريات ..واستقبله أنا وإن كان ضيفاً غير محبب.. عانيتِ الكثير ياعزيزتي ومللتِ كثرة الأقنعة وألوانها وزركشاتها .. أنتِ قررتِ خلع القناع وأن تكملي بدونه .. هنا الفرق .. كنتِ شجاعة اكثر من مائة رجل ..افهم أن كل خطوة منطقية نأخذها , تاخذنا معها الى مكان غريب.
انتِ اردتِ الحقيقة .. ووجدتها فأنتِ أذكى من عرفت.. وكرهتِ النفاق ووضعتِ عنك زيف الاقنعة.. واكتفيتي بأن تكونِ انتِ .. انتِ الغريبة الأن ياحلوتي .. وانتِ من لايغتفر لها في عالم تسود فيه مقلوب المبادئ .. لامكان لك فيه ..( وكأن الياسمين لا ينبت وحيدا في العراء) .. وكأنك لم تغفرِ للجميع اخطائهم مراراً .
لم تكن فكرتي للذهاب إلى هناك إلا كي أسترجع صورتك قبل 8 سنوات .. هناك بكينا في حضرة من رحلوا .. لكنك لم تسمحِ للدموع بتأدية واجب الطهارة .. تحققت امنيتي برؤية تلك الصورة التي افتقدها الأن .. زهرية .. اعرف انكِ احتفظتي بنسخ عديدة منها في محفظتك ليست لأنها الأجمل, لأن بداخلك من يناديها ويصرخ .. كي تكون .
من أيقظ الذاكرة ؟ .... لاجواب , زرعنا في بساتيننا ما لاتستطيع الذاكرة حصاده ..من المتحدث الأن ؟ أهي الذاكرة ؟ لماذا نصرعلى النزوح لنفس المكان ؟ معكِ فقط تنتابني حمى ضيق الوقت وكثيرة هي الاشياء التي أريد فعلها سوياً .. أريد اختصار ال 8 أعوام في يومين .
لا أستطيع أن اخبركم مالذي يجمعنا .. لم يكن المكان ولم يكن الظرف .. ولا قهوة صبح وأحاديث صيف وليالٍ باردة .. لم يكن اليتم .. لم يكن الحب ..لم تكن مخدة بللناها بالوجع .. لم يكن العيد ..لم تكن ضحكات.. ولا أغنية ..ولا طبخة أحببناها هل تتذكرين (عك الفاصوليا) .. لم يكن الخوف ... ولم يكن القليل ... هل نملك مفاتيح العودة ياترى ؟ هل هي معك ؟ ام تخلصتي منها؟ اعرفك جيداً .. لاسبيل للعودة ..أما انا سأظل محتفظة بها ..لا أريد ضياعها وضياعي معها ..وحدون بيبقوا متل زهر البيلسان ( اكرر سماعها الان ).
أعرف أنه مهما حاولنا .. اِبتُلِعنا غضباً .. لا بأس لربما كان الحديث فقط الأن محرراً لجور تلك القيود ولأفكاري ياعزيزتي .. أنا الأن في بلكونتي الجديدة واستشعر نسمات هي أقرب لأن تكون مشروع رياح باردة .. استودعك الله ياصديقتي .. استودعك من لا تضيع ودائعه .. ثقي .