كرد فعل عاصف لثورة الشباب في مصر، أشرعت السلطات هناك إلى إرسال مجاميع من (البلاطجة) لا أخلاق لهم، لا ضمير يردعهم، ديدنهم العبودية والدينار، لقمع المتظاهرين وبث الرعب في صفوفهم، باستخدامهم وسائل عنف لا تفرق بين الطفل والشاب والمرأة، هم صورة مصغرة للوحوش المفترسة التي تنقض على الفريسة دون رحمة. لكن الشباب هناك قابلوا الوحوش (مدفوعة الأجر) بصدور عارية، ورغبة حقيقية في الاستشهاد على العيش وسط الذل والخضوع والهوان، رغبة في نصر مؤزر لثورة خالدة ينبغي أن تدرس في أرقى جامعات العالم التواق إلى الحرية، وكان النصر حليفهم وهُزم الطغاة وأعوانهم وأزلامهم و(البلاطجة) !! في ترجمة فعلية لما قيل: "بعد كل شتاء يطل ربيع نابض ومن غسق الدجى ينبثق الفجر الباسم"!!. في اليمن لم يستوعب الحزب الحاكم الدرس المجاني، وهاهو يكرر نفس العملية البلطجية بصورة تثير الضحك حد التقزز، يرسل (بلاطجته) إلى الشارع لكتم أفواه المتظاهرين في بلد يدّعي حرية التعبير، والتظاهر سلمياً، وبدم بارد يرى المشاهد المؤلمة، بالتنكيل للعزل، ومنظر الدماء التي تروي الشوارع المختلفة!!. ما يثير الشفقة على الحزب الحاكم وأعوانه وأزلامه وطغاته أن من يقودون ويحرضون (البلاطجة) هم من القيادات الشابة التي يراد لها قيادة الوطن لاحقاً، وما يدعو للتقيؤ والطرش ولطم الكفوف وندب الحواجب أن تلك القيادات الشابة هي قيادات رياضية أيضاً باعت الأخلاق الرياضية في ميدان التحرير وباب اليمن ووزعته على مختلف أرجاء الملاعب الرياضية التي تشهد حمى متصاعدة تجاه النظام ومن يمثله كتلك الحالات الشابة ذات التفكير العقيم والبليد البعيد عن الروح الرياضية، ولأنهم غرباء عن الرياضة وتنافسها السامي فهم لا يعرفون مبدأها وفنها وأخلاقها!!. حماية الحاكم وسلطته ليست بشراء النفوس الميتة، وتوزيع الغنائم على من لا ضمير لهم سوى (الريال)، ولا تتمثل بالقمع والتنكيل، والترويع والتهديد، والوعيد، الحماية لا تكتمل بتوزيع الشعارات الكاذبة، والمهرجانات المبهرجة والفاضحة، حماية الحاكم وسلطته - رغم بلادتنا في السياسة- تكون بتمثيله خير تمثيل، بالعدل والمساواة، وإعطاء الحقوق لأهلها، واحتضان الغلابى، ومد اليد الحانية، والتواضع، وتكريس مبدأ التداول السلمي للسلطة، فالوطن للجميع وليس مملوكاً لفئة محددة من البشر كما تتصور تلك القيادات التي يقال إنها شابة وهي لا تبتعد عن (الطفولة) في شيء، وتقترب من الشيخوخة المبكرة المصابة ب"الزهايمر"!!. القيادات الشابة المكومة بعقول من طين، تسعى لرضا الحاكم على حساب البسطاء، تضخ الملايين في صناديق (البلاطجة) وتنصب الخيام وسط العاصمة والعواصم المختلفة، لا تهمها طريقة اللعب، ولا تعمل حساباً للجماهير، ولا تتورع في شراء الذمم، لأجل نصر ناقص مع مرتبة الشرف!!. القيادات التي تتصدر المشهد السياسي الآن بغباء، هي نفس الوجوه التي ساهمت في هزيمة المنتخب الوطني في خليجي20 ، وأدخلت الحزن والكمد إلى نفوس مكلومة أصلاً حاولت أن تفرح ولو كذباً، وقتلوا الفرحة اليتيمة مبكراً!!. قيادات المشهد، تستطيع أن تحرق نفسها حباً لذاتها المغرورة، ولا تمتلك شجاعة الاعتراف أنها سبب البلاء والكوارث المحيطة بالوطن من كل الاتجاهات، وفي كل المجالات. هل يليق بالنادي العريق أن تكون قياداته من تقيم الولائم لل"البلاطجة" وتصدّر فسادها إليه، وتشوه تاريخه النظيف؟!!. متى سيلفظهم إلى بحر الظلمات؟ متى سيقول الآن "فهمتكم" ؟!! قال نزار في قصيدته: مواطنون دونما وطن مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن مسافرون دون أوراق .. وموتى دونما كفن نحن بغايا العصر كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن نحن جواري القصر يرسلوننا من حجرة لحجرة من قبضة لقبضة من مالك لمالك ومن وثن إلى وثن نركض كالكلاب كل ليلة من عدنلطنجة ومن طنجة إلى عدن نبحث عن قبيلة تقبلنا نبحث عن ستارة تسترنا وعن سكن....... وحولنا أولادنا إحدودبت ظهورهم وشاخوا وهم يفتشون في المعاجم القديمة عن جنة نظيرة عن كذبة كبيرة .. كبيرة تدعى الوطن.