حذرت قيادة الجيش المؤيد للثورة الشبابية السلمية من تمادي نظام صالح في استهداف وقصف مدينة تعز، مشيدة بالصمود الأسطوري الذي يبديه أبناء المدينة ضد «الحرب التي تشنه القوات الموالية لنظام عليها». ونقلت صحيفة أخبار اليوم عن بيان صادر عن قيادة الجيش قوله «نؤكد على حق أحرار ثورة الأخلاق والقيم بالدفاع المشروع عن أنفسهم، والذي كفلته لهم كل شرائع السماء وقوانين الأرض وتحتمه الفطرة البشرية التي فطر الله الناس عليها».
وشنت قوات صالح منذ ثلاثة أيام أعنف هجوم على مدينة تعز، حيث تقصف الأحياء السكنية بينما تشتبك مع مسلحين موالين للثورة، لكن الهجمات أسفرت حتى الآن عن استشهاد 16 مدنياً بينهم نساء وأطفال. ودعا البيان نائب الرئيس عبدربه منصور هادي القيام بواجبه «الوطني والأخلاقي والدستوري» في وقف نزيف الدم وكبح جماح العنف و«الأخذ على يد مسعري الحرب التابعين لبقايا النظام».
وكان هادي وجه مساء أمس الجمعة محافظ تعز وأحزاب اللقاء المشترك بسرعة وقف إطلاق النار وتشكيل لجنة لسحب القوات العسكرية والمجاميع المسلحة فوراً من المدينة. غير أن قصف قوات صالح ما يزال مستمراً حتى صباح اليوم السبت.
ودعا الجيش المؤيد للثورة «كل القوى في المجتمع اليمني والأحرار في المؤتمر الشعبي العام أن لا يوفرون فعلاً مشروعاً أو عملاً وطنياً، ويجترحون من خلاله النصرة وإنقاذ تعز الجريحة ويحفظ لليمن سلمه الاجتماعي»، مخاطبين في الجميع «ضميرهم الوطني ونوازع نفوسهم الخيرية الإنسانية». ووجه الجيش المناصر للثورة نداءً عاجلاً إلى دول «مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة والأصدقاء في كل دول العالم والمجتمع الدولي ومنظماته الأممية والى كل منظمات وهيئات حقوق الإنسان في العالم أن لا يسكتوا على جرائم الإبادة التي ترتكبها قوات النظام الدموية في تعز، وأن على الجميع تحمل مسئوليته أمام الخروقات والتجاوزات التي أقدم ولازال يقدم عليها النظام، للقرار الأممي 2014 وللمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية». حسب تعبيره. وقال إن «بقايا النظام يوزعون حمم الموت على ساحات الاعتصام والأحياء السكنية وكافة مديريات تعز الصامدة دون وازع, وإن قذائف النظام تفجر مساكن الأمنيين وتمزق أجساد الأبرياء وتشرد المستضعفين وتوزع الموت على الأطفال والنساء والشيوخ, و تسقط حقداً أسوداً وألسنةً من لهب لحقد دفين على شباب تعز المسالمين و تدك كل شيء جميل في تعز الثائرة, مشيرة إلى أن قوات صالح تدير عمليات القتل الممنهج والتدمير البشع لسيدة مدائن الثورة».
وأضاف البيان: «وما الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة التي يرتكبها صالح وقواته في تعز إلا دلالة واضحة على أنه مقدم على مغامرة انتحارية بشن حرب شاملة ضد أبناء شعبنا , وليس خاف على أبناء شعبنا أنه يحشد قواته وبلاطجته في كل المحافظات, في محاولة منه لإفشال المبادرة وآلياتها وتفجير الموقف عسكرياً, ولكن الله سيرد كيده إلى نحره وسيبطل مكره بإذنه تعالى». وتابع: «إن تعز تنزف دماً وتحرق وتدمر أحيائها , لكنها لا ولم ولن تموت أو تخضع, إن تعز حاضرة الثورة ومدينة الفكر والثقافة والسلام تقصف بكل أنواع الأسلحة ويقتل أبنائها وتدمر أحيائها ومساكنها في خطوة انتقامية حاقدة تشير إلى حجم الحقد الأسود».