الكثير كتب وسوف يكتب عن القات وأضراره الاجتماعية والاقتصادية والصحية. فالقات يحتل مراتب متقدمة من انفاق الاسر اليمنية والشعب اليمني ينفق مليارات الريالات على تناول القات سنويا. والسرطان اصبح منتشر بجميع أنواعه بين الشعب اليمني والسبب المواد الكيميائية التي يتم وضعها عند زراعة هذا الشجرة. هذه هي الحقيقة يجب على الشعب اليمني التخلص من هذه الشجرة الخبيثة اذا كان يبحث عن دولة عظيمة وشباب واع مشغول بالتحصيل العلمي والأشياء المفيدة مثل القراءة والثقافة وغيره. قد تابعت البرامج الشهير "الاتجاه المعاكس" للإعلامي المعروف فيصل القاسم وكيف وصف الشعب اليمني بالسكران طوال ال 24 ساعة في إشارة منه إلى ادمان الشعب اليمني على تعاطي ومضغ القات. ممكن اننا لا نتفق على الطريقة والأسلوب الذي وصف بها الشعب اليمني, ولكن هذه هي الحقيقة وعلينا جميعا الاعتراف بها حتى نقدر على علاجها. وعلينا أن نشكر فيصل القاسم على هذه الحقيقة المرة التى واجهنا بها امام العالم من خلال برنامجه الشهير في قناة الجزيرة, وعلى الشعب ان يصحى ويعرف حقيقة القات وكيف تنظر الشعوب الأخرى للشعب اليمني على أنه شعب متخلف جاهل والسبب هي هذه الشجرة اللعينة.
كما انني قد قرأت في احد التقارير العالمية عن مشاكل اليمن الاقتصادية وما هي الحلول التى يجب أن تقوم بها الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي لمساعدة الشعب اليمني على التقدم والازدهار. والشيء المهم الذي لفت نظري عندما تطرق التقرير الى أزمة المياه التى تعاني منها اليمن وكيف أن القات يعتبر احد اسباب هذه الأزمة, لأن القات يستهلك كمية كبيرة من المياة وهذا يؤثر على التربة التى لا تستطيع إنتاج مياه اخرى بسبب هذا الاستهلاك.
وكانت إحدى الحلول لكاتب هذا التقرير هو أن يتم استيراد القات من اثيوبيا لكي نحافظ على المياه, ولكن حتى لو تم استيراد القات من الخارج فهذا لن يرضي منتجي القات.والسؤال الذي يشغلني وربما يشغل غيري ألا وهو، هل صحيح أن الإنسان اليمني لا يقدر التخلي عن القات حتى لو كان على حساب الماء الذي لا توجد حياة من دونه. لهذه الدرجة اصبح الاجنبي يرى أن الشعب اليمني لا يقدر الحياة بدون القات ويتم مقارنته بالأرز والسكر والقمح التى يجب علينا استيرادها.
كثير من الشباب اليمني مثقف ومتعلم سوف يقومون بثورة على القات ومنتجي القات, الذين يعيشون في نعيم وترف على حساب الشعب اليمني الذي يعاني يوميا من اضرار هذه الشجرة. والثورة قد بدأت من حضرموت والمتابع للأخبار القادمة من حضرموت سوف يعرف أن ابناء الشحروالمكلا وغيل باوزير يتظاهرون باستمرار ضد اسواق القات وبائعي القات. ففي حي السلام في مدينة المكلا قام شباب الحي بإغلاق سوق القات بعد رفض الباعة القرار الموجه لهم من قبل المجلس المحلي بإغلاق السوق. واليوم اشتباكات وتراشق بالحجارة بين بعض ابناء المكلاء وباعة القات أدى الى اصابة عدد من المواطنين. فإذا لم يتدارك الاخوان المسؤولين هذا الشيء ويضعون حد لتصرفات الباعة استجابة لمطالب ابناء المنطقة, سوف يتطور الأمر ويحدث ما لم يحمد عقباه.
فأنا أؤيد ابناء حضرموت على هذه الشجاعة وعليهم الاستمرار بهذه الثورة المباركة حتى يتم تحرير ارضهم من القات, وأدعو الشعب اليمني جميعا وخاصة ابناء الشمال اتباع ما قام به ابناء حضرموت حتى نثبت لفيصل القاسم والعالم اجمع ان الظروف هي التي اجبرتنا على تعاطي القات. وعلى الحكومة اليمنية الجديدة وضع خطة طويلة المدى بإجماع وطني وتوعية الشعب بخطورة وإضرار القات. وأيضا يجب منع القات في الدوائر الحكومية والأماكن والشوارع الرسمية والتقليص من اسواق القات المنتشرة في جميع انحاء اليمن. وقبل هذا كله يجب على الحكومة توفير الاعمال والندوات العلمية والثقافية حتى ينشغل الشاب اليمني عن تناول القات.