لم يقتصر ما يحدث في الحديدة من سلب ونهب على أراضي المواطنين والدولة فقط، فهناك صراع داخل أروقة الجيش جراء قيام وحدات عسكرية وقيادات في الجيش بالاعتداء على أراضٍ تابعة لوحدات أخرى، وهو ما يثير قلق السكان ويعطي مؤشراً خطيراً لاحتمال وقوع مواجهات مسلحة. فقد كشفت وثائق وشكاوى وتوجيهات وأحكام قضائية، حصل «المصدر أونلاين» على نسخ منها، عن صراع محتدم بين ضباط وأفراد محوري الحديدة والملاحيط بما كانت تسمى «المنطقة العسكرية الشمالية الغربية» من جهة، وبعض ضباط الدِّفاع الساحلي ومسلحين يقودهم ضابط في ما كانت تسمى «قوات الحرس الجمهوري» من جهة أخرى.
ويشكو ضباط وأفراد قيادة محوري الحديدة والملاحيط من قيام بعض ضباط الدِّفاع الساحلي بالاعتداء على أرضٍ تابعة لهم وبدعم من قيادتهم في الدفاع الساحلي، حيث قام المعتدون بالبناء والتسوير في تلك الأرض المصروفة وبعقود تمليك رسمية صادرة من هيئة الأراضي، ورفضت قيادة الدِّفاع الساحلي توجيهات عليا من وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة وقيادة المنطقة الشمالية الغربية وتوجيهات قضائية، وأخرى من قيادة المحافظة بإزالة تلك الاستحداثات وضبط المعتدين من الضباط على أراضي قيادة المحور.
ويتهم ضباط وجنود قيادة المحور ضلوع أطراف تحاول زرع فتنة بين وحدات الجيش وزرع فتنة وخلخلة مفاصله من خلال دعمها لبعض ضباط الدِّفاع الساحلي في الاستمرار بالاعتداء على الأرض ورفضهم للأوامر برفع الاعتداء وإزالة الاستحداثات، وقالت قيادة المحور إنها لا تزال تلتزم بحل المشكلة عبر الطرق القضائية، وأنها لن تنجر إلى أي مواجهات تسعى من خلالها بعض الأطراف إلى وقوعها، خاصة بعد أن أقدم عدد من ضباط الدفاع الساحلي باستغلال الأوضاع التي مرت بها البلاد، وقاموا بالاعتداء على الأرض، كما استغلوا إجازة عيد الأضحى المنصرم وقاموا ببناء بعض الغرف داخل الأرضية وتسوير جزء كبير منها، مناشدين الرئيس عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان التدخل الفوري لإجبار قيادة الدِّفاع الساحلي على تنفيذ الأوامر وضبط المعتدين على الأرض ومحاسبتهم.
أما في الجانب الغربي للأرض ذاتها، فقام أحد ضباط «الحرس الجمهوري» ويدعى عبدالله الضبياني بالاعتداء على جزء من تلك الأرض وهدم سور الأرضية، ومنع كل من أراد أن يسور أرضيته من جنود وضباط قيادة المحور وقيامه بإطلاق النيران عليهم، وأقدم ومعه مسلحون باعتلاء منازل غير آهلة بالسكان تقع بالقرب من الأرض وأطلقوا من خلالها النار على كل من يحاول تسوير أرضيته من جنود وضباط قيادة المحور.
وبحسب رسالة وجِّهت لوزارة الدفاع من قبل قائد محور الحديدة بشأن الواقعة فإن الضبياني «يقود عصابة تتكون من جنود يتبعون الحرس الجمهوري»، وهم من أطلقوا النار على ضباط قيادة المحور، وتثبت وثائق من الهيئة العامة للأراضي عدم ملكية الضبياني لأي أرضٍ في المنطقة، وأنها صرفت بعقود تمليك لضباط وزارة الدفاع ممثلة بضباط قيادة المحور.
والضبياني هو أحد الفارين من وجه العدالة بعد صدور حكم قضائي بحبسه عاماً ونصف العام على ذمة اغتصاب أرضٍ بجانب أرضية قيادة المحور، وتضمّن الحكم -الذي حصل «المصدر أونلاين» على نسخة منه- أن الأراضي في تلك المنطقة تابعة للدولة وليس له ما يثبت ملكيته لأي أرضٍ تقع في تلك المنطقة، إلا أن الحكم لم ينفذ حتى اليوم، رغم صدور توجيهات لقيادة الشرطة العسكرية بضبطه، إلا أنها عجزت عن ذلك. كما أن هناك توجيهات من وزارة الداخلية بضبطه، ولا يزال طليقاً رغم مرور عام على صدور الحكم.