استبشر النازلون لميدان السبعين خيراً ظناً منهم أن زعيمهم المخلوع او المنخلع حد وصف حلفائهم الحوثيين سوف يخلصهم من امتهان مليشيا الحوثي القابضة على زمام الامور بالعاصمة صنعاء. تحدث أحد قيادات المؤتمر أنه وبعد خطاب الزعيم اصيبوا بخيبة أمل لمحتوى خطابه الركيك المهزوم المستجدي للحوثيين لينال رضاهم، قائلاً : اصيب المحتشدون بخيبة امل بعد سماعهم لخطاب الزعيم خاصة بعد وعده برفد الجبهات بعشرات الآلاف من المقاتلين والتوجيه لحكومة الانقلاب بفتح مخازن الاسلحة ودعم الجبهات وشدد على ذلك ، فيما الراتب لم يأتي على الحديث عنه الا في مؤخرة خطابه وعلى استحياء.
كانوا في انتظار خطاب يوجههم باستعادة الوطن ومؤسساته من قبضة المليشيا حسب ماخٌيل لهم وصَور لهم من دعاهم للاحتشاد.
قال لي احدهم : عند خروجهم من الميدان باتجاه نقطة الصباحة للعودة لقراهم ومنازلهم وقبل وصولهم الى النقطة العسكرية الحوثية اخفوا جميع الصور الخاصة بالزعيم صالح خوفاً من بطش الحوثيين .. إذلال مقيت وخيبة امل ذهبت بأحلامهم أدراج الرياح.
بعد أن انفضت تلك الحشود من ميدان السبعين استعرض الحوثيون قواتهم واطقمهم العسكرية الممتلئة بالمقاتلين رافعين شعار صرختهم وطافوا بالميدان ملوحين بخيلائهم وكِبرهم المعهود أمام البسطاء من تلك الحشود المغلوبة على امرها مرورا بشوارع العاصمة صنعاء مستعرضين تفحيطات اطقمهم الجديدة "المقرطسة" المنهوبة من مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ،ولسان حالهم "موتوا بغيظكم نحن من يسيطر على الوضع"، في صمت مريب من حرس الزعيم الذي لم ينبت ببنت شفه لإرضاء حشوده ولو حتى بالإمتعاض.
عاد المحتشدون النازلون إلى منازلهم تاركين خلفهم نشوة السبعين وصباحها الجميل وأناشيد عباس الديلمي "خيلت براقاً لمع" وطاسات قبائل الطوق ومكبرات الصوت وبيارق الخيل رمز شعار المؤتمر وصور الزعيم الساحرة الماكرة، وفي مخيلتهم اللحظية تظهر صورة الفتاة الجميلة التي تركب الخيل وعلى صدرها صورة الزعيم، وعند العودة تتلاشى تلك النشوة لتتحول الى كوابيس الايجارات ومصاريف أطفالهم واحتياجاتهم اليومية من الغاز المنزلي ورغيف الخبز والكوليرا والجوع والفقر والمرض الى مخيلتهم لتقض مضاجعهم من جديد، وبلا مرتبات والعيد قادمٌ على الأبواب واطفالهم بإنتظار الكساء والدواء .. وكل العجب ماذا سيقولون لأطفالهم ؟!!!
هل كلمة " نحن نواجه عدوان " كافية لإقناع الأطفال ؟!!!