كنا البارحة على موعد مع وزير الإعلام الذي وصل مؤخرا إلى مأرب، وحسب ما فهمت فإن إحدى النقاط التي يستهدفها بزيارته هي البحث عن حلول لمعاناة السكن للاعلاميين والصحفيين المتواجدين في مأرب منذ بداية مواجهة الانقلاب. في باحة الفندق حيث موعد اللقاء، التقيت أكاديميا من أنصار صالح من الواصلين مؤخرا من صنعاء إلى مأرب.. سمعني أتحدث مع أحد المسؤولين في الوزارة بشأن الصحفيين، ثم اقترب مني وأخبرني أنه مرسل من رئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر لمعرفة أعداد وأسماء الصحفيين المتواجدين في مأرب وما إذا كان بإمكاني مساعدته بأسمائهم وتزويده بكشوفات لرئيس الوزراء لاعتماد مبالغ مالية لهم؟
تفاءلت كثيرا بكلامه وأخبرته أن هناك عدداً كبيراً من الزملاء الصحفيين، وهذه لفتة رائعة من رئيس الوزراء ولو أنها جاءت متأخرة، وأكدت له استعدادي لتقديم أسماء جميع الصحفيين في مأرب بالتعاون مع النقابة وبعض المنظمات وإيصالها، فقال: لا، رئيس الوزراء يقصد من المؤتمريين فقط.
ارتفع ضغط دمي، قلت له: والصحفيون المناهضون للحوثي والداعمون للشرعية منذ بداية الانقلاب والذين يعانون التشريد ولم تلتفت لهم الحكومة حتى بنظرة، وجهودهم كلها ذاتية ويعانون الأمرين في العمل الصحفي ابتداءً من السكن وانتهاء بالتشريد لدرجة ان الغرفة يسكن بها أكثر من سبعة أشخاص ولم يلتفت اليهم بن دغر؟
نهضت من مكاني متوتراً والرجل يحاول التبرير قائلاً: أنا أقصد، أنا أقصد.. تركته وذهبت وكلي غيض وتوتر أضيف إلى معاناتي كوننا وبعض الزملاء في أحد المراكز الاعلامية قد تم إخراجنا من السكن لاحتياج صاحب العمارة إلى الشقة، ولا ندري أين نبيت ليلتنا الباردة، وجئنا للقاء وزير الإعلام لذات الموضوع لعل الحكومة تجد لنا حلا.ً
شخصيا، تحول موعدي من موعد مع وزير الإعلام إلى موعد مع رئيس الوزراء لألتقي به هنا عبر هذه الأسطر، وأقول له: أنت رئيس للحكومة ومسؤول عن كل الصحفيين التابعين للشرعية من كل الأطياف، والجميع مسؤوليتك وليس فقط صحفيي وقياديي حزبك..
الجميع هنا لاستعادة وطن تم تسليمه بكل مؤسساته وسلاحه ومعسكراته للمليشيا الحوثية الإيرانية من قبل من تبحث عنهم لتمنحهم مزايا النزوح، ونحن لسنا ضد العناية بهم إذا كان قد ثبت لكم انضمامهم للشرعية، وإنما نطالب بأن يكون ذلك تحت أفق وطني للجميع، إلا إذا كان ذنبنا هو الانضمام للشرعية من أول يوم وأننا لم نتحالف مع الحوثي ونحارب معه لثلاث سنوات!!