ان صدقت المعلومات بان الرئيس عبدربه منصور هادي سيعين هاشم الاحمر قائدا لاحد الالوية العسكري بالعاصمة صنعاء ، استجابة لضغوط ابناء الشيخ الاحمر تحت مبرر حماية انفسهم ، فإننا مقبلين على سيناريو شبيه بالذي جعل علي محسن الاحمر بهذه المنعة والقوة والنفوذ. فابناء الاحمر الذين يوزعون ادوارهم بين قائد وملهم وممول لاحزاب وفعاليات بصيغة ثورية ، يستميتون في التسلل الى هرم الجيش ليس بحثا عن حماية ، فتمتعهم بالولاء القبلي والتعصب والثروة الطائلة والقدرة على الحشد واستئجار المسلحين ، اثبتت ان الدولة باعتباره مجموعة وظيفية ، هي اكثر من تحتاج الى ترتيب امورها للاستقلال عن تأثير كل المراكز والشخصيات القبلية التي ما تزال تعمل ضد فكرة الدولة منذ ما بعد ثورة 26 سبتمبر. في اليمن الذي يرزح تحت نفوذ المركز القبلي المتحالف مع الكثير من قادة الجيش وثورة شبابية عرجاء ، تجعل القادم غير مطمئنا بالتخلص تدريجيا من نفوذ المشائخ واذرعهم العسكرية كهدف غير مباشر يفترض ان الثورة كانت ستحققه اذا ما كانت ضفتي الانقسام في الجيش واثقة من انه سيتم اعادة تموضعها بطريقة تمكنها ايضا من ترتيب ما بعد رحيلهم. لا يستبعد ان يكون اللواء علي محسن هو مهندس عملية توريث مكانته ونفوذه وان كان الوريث من خارج سلالته ، فالتحالف بلغ اشدة بين اللواء محسن وابناء الشيخ وحزب الاصلاح. والخطورة ان الرئيس هادي الذي يحضى بدعم دولي ومحلي غير مسبوق لم يستطع ازاحة اللواء محسن ، ما يجعل أي قيادات قادمة للبلد ، أجبن من التحرش بعش الدبابير ان هي فكرت بازاحة العقيد هاشم الاحمر اذا ما تم تعيينه قائدا عسكريا بالفعل. القرار المرتقب إن صدر فان هادي سيكون قد جنى على البلد فوق ما تحتمل قدرتها للانتقال الى دولة اللا ثقل للقوى الغير مؤطرة بمشاريع سياسية ذات ابعاد اخلاقية حتى وان كانت بأيدولوجيات ، داست عليها عجلة الوعي والتطور الانساني منذ قرون. لم يعد خافيا ان الرئيس عبدربه منصور هادي يخشى احالة اللواء علي محسن للتقاعد لكن ترك الاخير حاضرا في المشهد السياسي والعسكري حتى يحتفي الموت بهذا باللواء الكهل ، فإن منصبة ومكانته لن تظل شاغرة اذا ما كان الرئيس هادي قد مسه الشيطان وعين العقيد هاشم الاحمر في قيادة احد الالوية العسكرية. ولن نحتفي طويلا برحيل الجنرال (اللوك)، فأبناء الشيخ الاحمر سيكملون خطتهم لاحلال العقيد هاشم خليفة للواء الاحمر المتوقع ان لا يزيحه من مكانته في الجيش والحياة السياسية سوا الادميرال " عزرائيل " ، وفي هذه الحالة فإن ثورة الشباب لم تصنع اكثر من تمكين الطرف الاخر من نظام صالح من التوغل في المستقبل الذي سيجد الجيل القادم نفسه مجبرا للبدء من الصفر للتنظيف البلد كل هذه الزوائد الدودية. ما بات جليا من مؤشرات عدة ان هيكلة الجيش قد تتعرض للتحريف والتجريف ، وستعيد انتاج ذات السيناريو الذي كتبه علي عبدالله صالح وقوض به وحدة المؤسسة العسكرية الا ان فرصة موجهة اخطاء الهيكلة قد تكون شاقة لاحقا وربما اكثر صعوبة من الوقت الراهن. ما لا يفهمه الكثير ان اطراف لئيمة تعيد نسج مكانتها للقادم بوسائل وادوات ثورية وغير ثورية وممن لا يفهمون ، جميع من بالغ بنفخ الأمل المعقود على مؤتمر الحوار الوطني وكأنه جنة " عدن " بدخولها تحل جميع المشاكل.