كانت و لا تزال لدى قناعة أن عيدروس الزبيدي شخص ظُلم كثيراً ومن أشد أنواع الظلم أن تحمل انساناً حملاً يفوق قدرته أو أن تلقيه في محيط وهو لا يحسن السباحة وتضع في عنقه طوقاً أو سترة مربوطة بحبل ثم تقف على الشاطئ بيدك طرف الحبل وتثني على مهاراته العالية في السباحة والعوم .. في كل مرة تستمع إلى حوارات الرجل تدرك البساطة وقصر الأفق في كل كلماته ومفرداته وأحاديثه ، ربما للرجل قدرات أخرى غير السياسة لا أدري ربما .. منح الرجل فرصة ليصنع في عدن مجده وبصمته بغطاء شرعي ودعم خارجي، لكن المزج بين عقلية رجل الدولة ورجل الساحات كانت لعبة أصعب من أن يحترفها فأراد الجمع بينهما فغرق في هذه المتاهة وبدلاً من إنقاذ الرجل ووضعه في المكان المناسب له أدخل في متاهة أكبر وأعظم، من الغرق في حوض سباحة صغير القى به إلى محيط متلاطم الأمواج فأصبح رئيساً وصاحب فخامة في دولة لم ترسم معالمها بعد وضخ الإعلام الموجه والظالم على الرجل عبارات التمجيد والألقاب وسلطت عليه الأضواء ووضع أمام خيارات صعبة إما أن يظهر بساطته التي لا تتناسب مع هذا الضخ أو الظهور بتقمص الدور الذي رسم له ليدخل الرجل من جديد في دوامة معقدة من الضياع .. إذا أردت بناء منزل فالبداية من اختيار المهندس المصمم والمشرف فلا تكفي الرغبة ولا وجود المال و الأرض للنجاح وإن أردت بناء دولة فأوجد أولاً رجالها ثم البقية ستأتي تباعاً ...