لا أحد يعرف ملابسات اختيار الجنود الروس للعبة الروليت القاتلة في اوقات الفراغ. كان أمامهم وسائل لا تعد لقضاء أوقات فراغهم في الجبهات. نفس التساؤل الصعب يدور حول حياة اليمني التي يمكن تشبيهها بسلسلة من ألعاب الروليت القاتله. الانجاب العشوائي لعبة مع مسدس الروليت.. إدمان القات وغيره من المنشطات والمخدرات لعبة مع مسدس الروليت القاتل. حمل السلاح ومخالفة القانون والاعتداء على الملكيات العامة والخاصة لعبة يومية مع مسدس الروليت القاتل. إهمال التعليم والتسامح مع الأمية لعبة روليت قاتلة. في استجابه اليمني المقهور والمحاصر بالحرب والجوع استمر في لعبة الروليت القاتلة. كان بامكانه الاستمرار في ممارسه الأعمال اليوميه الضرورية لتأمين الدخل البسيط لعائلته مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامات.. لكنه، ولنفس السبب الروسي الغامض، سلك طريق المغامرة. استجابه اليمني لكورونا مسدس من ست خانات، الخانة السادسة فيها الرصاصة المميته. الخانة الأولى: "لا يوجد كورونا..." . لم ينج أحد، الفيروس اصدق انباء من نظرية المؤامرة. الخانه الثانية: "لن يصيبني كورونا..". البعض خرج سليما من الخانة الفارغة والبعض سقط. الخانة الثالثة: "سأصاب لكن الأعراض ستكون خفيفة..". نجا البعض من الخانة الفارغة وسقط البعض. الخانة الرابعة: " سأصاب لكن الأعراض ستكون متوسطة..." نجا الكثير، وسقط الأكثر. الخانة الخامسة: " ستكون الأعراض حادة لكنني سانجو.. نحن شعب المناعة القوية..".. نجا القليل وسقط الاغلبية. الخانة السادسة: خانة الرصاصة.. انطلقت الرصاصة لتحصد الضحايا بالمئات و بالالاف. الموجة الجديدة لا ترحم. يبدو أن السلالة الجديدة من الفيروس الأشد انتشارا وفتكا هي التي تقوم بالمهمة. تبدو كورونا ارحم من سلطات القتل والفساد والتجويع.. حكومة الشرعية مسدس روليت بثلاث رصاصات وليس واحدة (الفساد، الطفيلية، الهروب من المسؤولية). حكومة الانتقالي مسدس روليت بثلاث رصاصات (الفساد، الشعارات الفارغة، الهروب من المسؤولية). حكومة الحوثي مسدس بست رصاصات كاملة من الولاية إلى الجباية.. ربما بسبب هذا رأى اليمني المقهور أن كورونا ارحم... على الاقل لديه خمس فرص للنجاة من ست فرص!
