لحفرة، التي وقع فيها اليمنيون، في العام 2014 تتسع يوما بعد آخر، والمستنقع المرعب يتسع لمزيد من الانهيار، والضحايا يرقصون على جراحاتهم بكل جنون.. 8 سنوات من الدماء والأشلاء والدمار لم تحقق سوى مزيد من المتارس والجبهات، وما قد يظنه الناس انفراجا هنا أو هناك إنما هي معارك مؤجلة، وتهيئة أرضية استنزاف الثروات النفطية من قبل الاستعمار. هذا الجسد المنهك، بعد أعوام من الحرب، يتجه نحو تقطيع أوصاله وتوزيعه بين الوحوش المفترسة، وبيع من لا يملك لمن لا يستحق. تخلي النخب والقيادات والمسؤولين، فتح شهية المستبد والمستعمر معا، وبات كل طرف يفاوض على نصيبه من الكعكة، فيما يتوارى المعنيون، ويتسترون خلف ذرائع واهية، ويعلقون فداحة هذا التفريط تارة بأشخاص، وتارة بكيانات، ظنا منهم أنهم سيفلتون من العقاب، أو سينجون من المساءلة. الوضع يستدعي تآزر الجميع: قيادة وحكومة وشعبا، مثقفين وصحفيين، جيشا ومقاومة، حزبيين ومستقلين، الغرب الجائع أنهكه البرد وأفزعته أزمة المشتقات النفطية والغازية.