مقالات رمزي عبدالعزيز لو كنت فاكر إن العالم العربي والإسلامي مبتهج وسعيد بسبب تأهل المغرب العربي، للمربع الذهبي لكأس العالم 2022 في قطر، لهذا السبب وفقط فحضرتك محتاج تراجع نفسك وتحاول تقرأ بعمق ما وراء الحدث .. أولا: هذا الفريق مدربه من طينة ابناء المغرب ويتقاضى راتبا متواضعا جدا مقارنة بناس دربت منتخبات عربية كبيرة، وخواجات وتقاضوا أضعاف أضعافه ولم يستطيعوا تحقيق خمس ما وصل له مع فريقه.. ثانيا: افتحوا صور اللعيبة بعد الفوز، وشاهدوا السجود الجماعي للمنتخب بعد كل المباريات.. سجدة شكر وعرفان وارجاع الفضل لله وإظهار هوية واعتزاز أمام العالم أجمع بدينهم.. هذه دعوة غير مباشرة للإسلام، هل شاهدتوهم وهم يرفعون عاليا علم وشال فلسطين والتعبير عن قضيتهم. غيرهم من المنتخبات بيفتحوا زجاجات وخمور ومظاهر تانيه لا داعي لذكرها. ثالثا: تخيل معي اللعيبة، حاضرين معهم امهاتهم واباءهم.. لاحظ كمية البر وتقبيل رؤوسهم وايديهم واكرامهم وتقديرهم أمام شاشات العالم .. ناس شبهنا من طينة مجتمعاتنا العربية والإسلامية .. وسفراء لإظهار خلق المسلم وبره بوالديه وانه من أهم مصادر الفلاح والنجاح في الدنيا وبإذن الله في الآخرة. رابعاً: تخيل معي ان حارسهم الرائع "ياسين بونو" حين أثار غضب الصحفيين بالمؤتمر الصحفي بداية العام لعدم رغبته بالرد إلا باللغة العربية على الرغم من إلمامه باللغة الإنجليزية، الفرنسية وكذلك الاسبانية، والعجيب انه من مواليد مونتريال الكندية .. بونو قال على الملأ "ليست مشكلتي أنكم لا تتحدثون العربية ولم تحضروا مترجمين" خامساً: إحنا سعداء بالفوز وانهم كعرب وصلوا المربع الذهبي في أول كأس عالم عربي في رحلة معافرة مبهجة، سيخلدها التاريخ الكروي واشتغلوا بالمتاح وانجزوا عالميا.. رسالة هامة وصلّوها لكل محبط منتظر الوقت والمكان والظروف المثالية، ورسالة قوية لكل الشعوب العربية بإنهم يقدروا، ليس فقط في المجال الكروي ولكن أيضا العلمي والإجتماعي والثقافي.. وإن في نقاط كتير ممكن توحدنا وتجمعنا وعندنا قيم كتير محتاجين نوصلها للعالم أجمع بالشكل الصحيح. وعلى فكرة ممكن جدا توصل وتاخد كأس العالم واتمنى من الله ذلك، لكن سعادتي الحقيقية وسبب كتابتي لهذا المنشور إنهم استطاعوا تقديم نموذج للعالم أجمع كفريق صاحب شخصية قوية وإنه معتز بهويته وإظهار شعائر دينه أمام العالم أجمع. لا أنس أبدا إن في أخت مغربية حضرت لي إحدى محاضراتي العامة مع طفليها وأحضرت لي عباءة قيّمة وبلغة مغربية صناعة يدوية من مدينة فاس، امتنانا منها لما نقدمه من محتوى هادف وبكت أمام الجميع في موقف إنساني أخوي لا يمكن يخرج من ذاكرتي، أهل المغرب منا ونحن منهم. سأحكي لأولادي وبناتي اللي عايشين حياتهم كلها في أوروبا، وبيشاهدوا اللعيبة كيف يحتفلون بعد الفوز، عنهم وسأروي لهم قصتهم التربوية والقيّم التي تمثلها. سأخبرهم أن أبوهم كعربي ومصري ومسلم .. منتخب المغرب بالقيّم اللي أظهرها أمام العالم يمثله ويعبر عنه. * منتخب * المغرب * مونديال 1. 2. 3. 4. 5.
