مقالات عبدالخالق عطشان الجمع بين الإثنتين كالجمع بين المرأة وعمتها او المرأة وأختها !! المواقف السياسية البحته هي التي تبرز السياسي وتميزه عن الداعية ، يحاول المرء الداعية في الأصل أن يثبت أنه سياسي مُحنك لكن عبثا ذلك وكلما اصر على اثبات ذلك فسيبوء بالحُمق ، وحشر الداعية نفسه وتقمصه دور السياسي دونما وعي وخبرة وكفاءة ومهارة وتاهيل عال ، ودونما فصل بين المواقف وتمييز بين الدعوية من السياسية إثمه أكبر من نفعه. دوما يميل المرء والذي تربى على أنه داعية إلى كل ماهو دعوي ويتميز ويبدع في ذلك ( حقيقة). المثاليات والقيم والمبادئ والطيبة والأخلاق والإلتزام مما يتربى عليه الإنسان المسلم ( وهذا الأصل) وهي في الداعية (أخص) وأبرز ، لكن تلك الصفات والسجايا قد تتأخر او تؤجل او تتوقف في كثير من المواقف السياسية تبعا للظروف والأحوال والمواقف والهيئات والكيانات ،. نزول الداعية إلى ميدان السياسة بماسبق من مؤهلات متقمصا ثوب السياسي فخسارته للمواقف السياسية مؤكدة!!! لأنه سينطلق من حسن النوايا وحسن الظن والموعظة الحسنة والأمانة والامور طيبة ولعله خير ووو .. السياسة لاتقوم على منطلقات أخونا الداعية ( المُسيس) وإنما تقوم على ( البرمات ، المعراصة ، الدهاء ، المكر ، اللف والدوران إلى جانب مايتمتع به السياسي من فقه للواقع وفراسة وفطنة وعلم وحكمة . إعداد ساسة من بين مخزون هائل من الدعاة أمر في غاية الصعوبة لأنك أسست من الحجارة الصلبة والخرصانة المسلحة اسوارا تمنع دخول المرونة وإن استطعت الإعداد فبجهد ومشقة ومخرجات يسيرة ومتواضعة لاتواكب الواقع. إعداد الساسة يتطلب أولا : أن تفصل المرء من كونه داعية واقناعه أنه سياسي وعليه ماليس على الداعية ، وأن تعيد تأهيله وبرمجته نفسيا وروحيا وفكريا على أنه سياسي وان تفرغه للتدريب والتاهيل والعمل السياسي وان لاتجمع له وعليه وفيه غير السياسة وكل مايتعلق بها من ( علم ، انشطة ، مهارات ، خبرات ، تأهيل مرحلي ومتطور ، ... ) وقبل ذلك كله هل هذا المنتقل والمهاجر من المحراب والمنبر وميدان الدعوة لديه النية والعزيمة والإرادة والدافعية ليكون سياسيا ؟!! ام ان السياسة لدية إلا هواية تزلج على الثلج وركوب أمواج!!! والحقيقة والأصل أن لكل إنسان مجاله وميدانه بمايتناسب مع رغباته وقدراته وكل ميسر لما خلق له . * داعية 1. 2. 3. 4. 5.
