بقلم: ادموند فيتون براون* الشعب اليمني يعاني منذ فترة طويلة جدا. يوم 1 يوليو صنفت الأممالمتحدة أن الأزمة في اليمن ضمن الطوارئ الانسانية من المستوى الثالث: وهي الفئة الاشد خطورة على نطاق واسع من الأزمات المعقدة في العالم. ويبرز ذلك أن الشعب اليمني في خطر وخيم. فقد قتل العديد من المدنيين نتيجة للصراع. أكثر من 80% من السكان - 21 مليون اليمنيين - هم بأمس الحاجة إلى المساعدات. وتقدر الأممالمتحدة الآن أن 12.9 مليون شخص هم يعانون من انعدام الأمن الغذائي. و6 ملايين يواجهون نقصا حادا في الغذاء و 1.6 مليون يعانون من سوء التغذية الحاد. الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد أكثر عرضة للوفاة من البالغين، تسع مرات. الوضع يجب أن يتغير بسرعة أو ستكون عواقب لا يمكن تصورها. إعلان حالة الطوارئ الانسانية في مستواه الثالث من قبل منظمة الاممالمتحدة يتيح للمنظمة تلقي المزيد من الموارد المالية والبشرية لتعزيز قدرتها على الاستجابة لأزمة اليمن. أعلنت المملكة المتحدة مؤخرا تقديم 40 مليون جنيه استرليني إضافي لتمويل المساعدات الإنسانية في اليمن لتوفير الغذاء والماء والمأوى في حالات الطوارئ وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة. مزيد من التمويل هو أمر حيوي لتوفير استجابة كافية. إنني أحث أصدقائي في المجتمع الدولي على التبرع بالأموال إلى الأممالمتحدة الآن. خلال مشاورات جنيف بشأن اليمن الشهر الماضي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لهدنة إنسانية أخرى. وتدعم المملكة المتحدة هذه الدعوة. أنا لا أتصور أن الهدنة الانسانية التي تمت في مايو الماضي تم اختراقها من قبل قوات الحوثيين / صالح وجماعات مسلحة محلية أخرى، وهناك بقايا من احتمالات هذه القوات لسوء التصرف إذا ما حدثت وقفة في المستقبل. ولكن الوضع الإنساني المتردي يتطلب وقفة إنسانية مخططة جيدا حتى يتسنى لجميع المحتاجين يمكن الحصول على المساعدات. يجب على المجتمع الدولي والحكومة اليمنية أيضا التأييد والمساعدة في تنفيذ خطة الوصول البحرية المقترحة من الاممالمتحدة. دون وصول الامدادات التجاري والانسانية إلى الموانئ اليمنية، وخاصة ميناء عدن، لن يتم تلبية احتياجات اليمنيين. ويجب علينا أن ندعم كل الجهود لتأمين ممر آمن للسلع من الموانئ إلى المراكز السكانية. للأسف في هذه اللحظة الحرجة واردات الوقود والإمدادات الطبية والمواد الغذائية وغيرها من البنود لا تصل إلى المحتاجين. إن مسار مستدام من أجل حل مشاكل اليمن يتم عن طريق التوصل إلى اتفاق سياسي بين تلك الأطراف المتصارعة. المملكة المتحدة تدعم بشكل كامل الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ويحث جميع الاطراف على العمل مع المبعوث الخاص لتمكينه من النجاح في مهمته. * السفير البريطاني لدى اليمن - ترجمة خاصة "المشهد اليمني"