يصل الزائر إلى مدينة ذمار ويتفاجئ بحجم الصور والملصقات الكبيرة لضحايا بشرية أكلتها نار الحرب في مختلف جبهات القتال التي يخوضها الحوثيون ضد قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية . لوحات كبيرة تمتد لأمتار تعرض صور خاصة بقتلى المليشيات خاصة ممن ينتمون للأسر الهاشمية وضباط في الحرس الجمهوري والقوات الخاصة الموالية للرئيس السابق " علي عبدالله صالح " ونجله أحمد الذي كان يقود تلك القوات سابقاً . يقول المواطن " م , ح " في حديث ل" المشهد اليمني " تحولت شوارع مدينة ذمار الحضارية إلى لوحات إعلانية لجثث القتلى والقيادات الحوثية ولاتكاد تجد مكان في المدينة أو جدار خال من تلك الصور الملونة والمحسنة بالألوان الزاهية والتي تتكاثر يوماً بعد آخر من مختلف مديريا ت المحافظة . وتقول أغلب الإحصائيات المحلية أن أغلب قتلى الحوثيين في المحافظة ينحدرون من مديرية آنس وعنس وجبل الشرق وضوران , كون أغلب تلك المديريات يتغلل فيها منهج الحوثيون منذ سنوات لتعود بمئات الضحايا وأغلبهم من الأطفال فيما الأغلب لم يعود منهم إلا الصور المرسومة على تلك اللوحات . ويقول المواطن " ح , ص " أكثر مايقوم به الحوثيون في الاهتمام بجث قتلاهم هو تحويلها إلى صور تبدو جميلة على تلك اللوحات وخصص له في هذا المجال مايسمى " مؤسسة الشهداء " التي يبدو للسامع أنها تهتم بالجانب المادي لأسر قتلاهم فيما لايتعدى عملها عن طباعة وتحسين صور القتلى لا أكثر . ويضيف " امتلأت عشرات المقابر بقتلى أبناء القبائل فيما قتلى الحوثين من الأسر الهاشمية فهم معدودون بالأصابع وتهيئ لهم مقابر خاصة ومحروسة ومكفولة من قبل عناصر خاصة على حد قوله " وتقول الاحصائيات أن أغلب قتلى الحوثيين ينتمون إلى محافظة ذمار في مختلف جبهات القتال في الفترة الأخيرة خصوصاً الموجهات في تعز . وبالعودة إلى الوراء قليلاً يدرك المتابعون للشأن اليمني أن ذمار هي أول محافظة انتشر فيها الحوثيون فكرياً بعد محافظة صعدة بد الحروب الستة التي قتل فيها المئات من عناصر الحوثيين من أبناء المحافظة الذين كانوا مجندين لدى الحوثيين في صعدة .