ما علاقة المسلسلات التركية بالحوادث المأساوية التي تحدث في بلادنا ؟؟هذا سؤال يراودني كثيرا حين أجد تطابق كبير لأحداث هذه المسلسلات مع أحداث تحدث في اليمن بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام . في بداية الأمر جاء مسلسل الأرض الطيبة ومنذ ذاك الحين والأحداث تتوالى وكأنها استنساخ لهذا المسلسل الذي انتهى بثه ولم ينتهي عرضه على ساحة الوطن فالفوضى والخطف والأعمال الإرهابية غدت خبرا شبه دوري على صفحات صحفنا وشاشاتنا وإذاعاتنا ثم جاء مسلسل فاطمة الذي يحكي قصة فتاه تعرضت للاغتصاب – فاطمة في تركيا لا زالت تدافع عن حقها في الدفاع عن نفسها ومعاقبة الجناة وفي اليمن تتعرض فاطمة للاغتصاب المستمر في صنعاء وتعز في اليمن تنهك الطفولة وترمى على قارعة الطريق بجوار القمامة ولربما أن هناك فواطم أخر لم تعرف قصصهن . تتوالى القصص ويتوالى العرض لكن الصمت واحد والموقف متشابه والقضيه لا زالت قيد التحقيق لا إنصاف ولا محاكمة للمتهمين ...لا شيء وكأن من فقد حياته ودمرت إنسانيته وانتهكت براءته ليسوا بشرا ولنعد مجددا للتأثير الذي ينعكس سلبا على مجتمعاتنا من هذه المسلسلات الهدامة التي غزت كل منزل واكتسحت العقول وسكنت القلوب صارت لدينا قيم جديدة يتم بناءها دون أن نشعر من خلال ما يتم ترويجه عبر هذه المسلسلات فصار هناك تبرير للخيانة الزوجية والاختطاف والتبرج والعنف والاغتصاب والإرهاب والعلاقات المحرمة بشكل سلس وهنا الطامة هنا الصيبة أننا نتحلل عن كثير من قيمنا ونتنازل عن أشياء كثيرة دون أن نشعر أمام هذا الطوفان الناعم من المسلسلات التركية المليئة بالتشويق . تركيا صارت قضيه يجب ان نتوقف عندها كثيرا فإلى جانب الأسلحة المضبوطة الواردة من هناك التي ما فتئت تتوالى إلى أرضنا الطيبة لتحيلها على أرض خبيثة مليئة بالجروح والدمار. تركيا ماذا تريد مننا ؟ ولم نحن بهذا الغباء حتى نظل نسمح لهم بهدم أخلاقنا وتدمير قيمنا وعاداتنا وجعل بلادنا مسرحا لمنتجاتهم التلفزيونية وسوقا لأسلحتمة القاتلة ؟ السؤال المطروح أنفا يحتاج إلى دراسة واقعيه لدراسة تأثير هذه المسلسلات على المجتمع ومدى انعكاساتها السلبية لكي يتم التعامل بحزم مع هذا القنوات التي صارت قنوات تدمير رغم كل الشواهد الملموسه أن التأثير كبير ومخيف وينذر بالخطر . لروح مرام ومثيلاتها ضحيات الجريمة الشنعاء التي لا تعبر سوى عن سفالة الأخلاق وخباثته الأرواح أقول فلترقدن بسلام فلم تموتن بل ماتت الضمائر أرقدن رقاد الأتقياء الطاهرين فلم يعد للحياة مطاب وفيها كل هذا الخوف كل هذه الوحشية ومهما كان النوم سلاما لكن سيظل صوتكن صرخة تتردد عبر الأزمان لتعلن تبا لزمان كنا فيه ضحية * صحيفة المنتصف