بداية، يجب أن نعرف حقيقة المدعو محمد الفسيل وتاريخه، ونقول في البداية ما يلي: إنه وبعد انشقاق مجموعة من الجمهوريين عام 1965، ذهبوا إلى السعودية واتفقوا مع الملكيين ووقعوا وثيقة على إلغاء النظام الجمهوري، وكان محمد عبد الله الفسيل أحدهم، بل إنه كان صاحب مشروع إلغاء الجمهورية. ويتضح ذلك من المؤتمر الصحفي الذي عقده الفسيل في بيروت، قبل توقيع وثيقة الطائف بايام (في تاريخ 27 / 7 / 1965م) الذي قال فيه إنه لم يعد هناك جمهورية وإن السلال وحكومته غير شرعيين. ويعلم كل ذي بصيرة ومن لديه إلمام بأن هذه الخطوة من قبل المنشقين عن الجمهورية شكلت ضربة قاصمة للجمهورية ولمصر عبد الناصر، وغيرت مجرى الأحداث سلبا على اليمن ومسيرته ولازال تأثيرها السلبي إلى اليوم. (المصدر: مذكرات الرئيس القاضي عبدالرحمن الارياني الجزء الثاني) الأمر فيما يتعلق بمحاولة الفسيل، وعبر قناة توكل، حشر أحمد علي عبد الله صالح في تراجيديا مشهد التدمير والعبث الذي تعيشه البلاد، نود أن نوضح التالي: لم تظهر الدبابات كسلاح رئيسي لدى الحوثيين إلا بعد سيطرتهم على معسكر اللواء 310 في عمران، فيما أحمد علي كان قد غادر منصبه كقائد للحرس الجمهوري بعد تعيينه سفيرا في 19 مايو 2013؛ أي قبل اجتياح الحوثيين عمران بعام وبضعة أشهر. فكيف يكون أحمد علي قد سلم أسلحة الحرس أو باعه للحوثيين يا فسيل؟! نعرف سبب خلفية الحملة التي تشنها قناة توكل ضد أحمد علي، وتحديدا في هذه الفترة التي هناك من يحاول تلميع أو تبييض صفحات الجنرال علي محسن وجماعة الإخوان؛ مع أن الجنرال والرئيس زارا محافظة عمران بعد سقوطها بيد جماعة الحوثي ومقتل القشيبي وسيطرة الحوثيين على معسكر 310 الذي كان يحتوي على الكثير من الأسلحة والعتاد العسكري، ومنها الدبابات والراجمات، وأسلحة ثقيلة أخرى ومتوسطة وخفيفة. ومع وصولهم للعاصمة وسيطرتهم على مقر الفرقة، وضع الحوثيون أيديهم على أحدث الأسلحة، ثم توالت سيطرتهم على المعسكرات في محيط العاصمة وتخومها وتحت نظر الجميع؛ فأين دور أحمد علي الذي كان بعيدا عن الواقع الميداني، بل وخارج اليمن وجغرافيته؟! إذن، كيف يكون أحمد علي هو من "باع" أو سلم أسلحة الجيش للحوثيين؟! وأعتقد أن الفسيل قد وقع في لبس؛ فربما كان يقصد الجنرال على محسن؟ وهذا احتمال وارد نظرا لتقدم الرجل بالسن لدرجة أنه لم يعد قادرا على التركيز أو تجميع المعلومات؛ خاصة ومقدم البرنامج في القناة كان يمارس سياسة الإيحاء والتوجيه للرجل، فجاءت الشهادة مكيفة وموجهة وتخدم اتجاها بذاته وتستهدف آخرين لا علاقة لهم مطلقا بكل معترك الشهادة الزائفة. يؤسفني أن يصل الفسيل والقناة وصاحبتها ومقدم البرنامج إلى هذا المستوى الرخيص من القول، وإلقاء التهم الجزافية على عواهنها، وحشر أحمد علي الذي كان الوحيد من الرموز الوطنية الذي نأى بنفسه عن تداعيات الصراع ولم يصدر منه أي موقف سلبي أو إيجابي. حتى مع اغتيال والده والعديد من أفراد أسرته لم يتحدث ولم يعبر عن موقف، مستوعبا خطورة المسار وتداعياته، رافضا فكرة صب الزيت على النار، مؤمنا بأن الوطن أكبر من المتصارعين، ومصلحته واستقراره أكبر وأعظم من الأشخاص مهما كانت مكانتهم وكانت أدوارهم. إذن نرى أن ما سوقته قناة توكل بلسان الفسيل يعبر عن قناعة تريد القناة ومن يقف خلفها تحقيقها وليس لها صلة بالواقع والحقيقة الغائبة في شهادة (الفسيل) الذي كنا نتمنى أن يختم حياته وشيخوخيته بالتكفير عن مواقف اتخذها في شبابه، وأن يقضي هذه الفترة من عمره بالاستغفار والتقرب إلى الله وطلب التوبة والمغفرة عن كل ما قام به في حياته من منغصات دفع ثمنها شعبنا أزمات ودما وصراعات ما انفكت تخيم على سماء الوطن، فيما الشعب لايزل يدفع ثمن نزق النخب وأحقادها وتنافسها غير الشريف على السلطة والنفوذ، لدرجة أنهم زوروا التاريخ والأحداث بهدف إحقاق مصالح والحفاظ على مكاسب ونفوذ وإن بتجريم أبرياء وتبرئة مجرمين.