ذات يوم همس " البرت انيشتاين" : "رواد عالم الحرب الآن هم نفس الأشخاص الذين رفضوا الالتحاق بالخدمة العسكرية في شبابهم". استوقفتني هذه الحروف حيث قرنتها بالواقع في بلادنا اليوم، وجدت أن ثمة مغامرين يخوضون حرباً شعواء ضد بعضهم في شمال الشمال لهذا البلد الممزق بقسوة أبناءه.. هذه المقولة جعلتني أعيد التفكير في الرصيد الوطني الذي يتمتع به قادة الحرب اليوم.. ترى هل هؤلاء المغامرون يحسون بالوطن، بحنان الوطن ، أو على الأقل بالانتماء لهذا الوطن..؟ في لحظة ذهول كبيرة أستشعر بكل ألم مأساة بلدي .. كيف أصبح ثلة من الشباب المغامرين.. قادة لحرب تسحق كل شئ؟؟! عبدالملك الحوثي / الشاب الذي أصبح في خضم سنوات قليلة مقاتل من الطراز الأول لديه الآلاف من المقاتلين .. حسين عبدالله الأحمر / الشاب الذي يقود الآلاف من المقاتلين القبليين.. أعود إلى حروف " انشتاين" حيث كان يرى أن الالتحاق بالخدمة العسكرية مدرسة كافية لتعليم الوطنية..! في بلادنا الدائرة أوسع فالخدمة العسكرية لم تعد مقياساً بل أنها اصبحت مصدراً للخطر أيضاً.. اصبح قادة الجيش أطرافاً في الحرب وأحد أهم أسباب الصراع متعدد الوجوه في بلادنا .. رواد عالم الحرب في بلادنا ياسيدي هم أشخاص منزوعو الوطنية والضمير.. رواد عالم الحرب في بلادنا ياسادة هم نفس الأشخاص الذين رفضوا الاحتكام لشرع الله وللقوانين والدستور.. هم أنفسهم الذين لم يلتحقوا بالشعب اليمني - رقيق القلب لين الفؤاد - أصالة ونسبا.. ، هم نفسهم الذين يتلون على بعضهم " أنتم الأعلون.. ولو حرق الشعب". المشكلة أن هؤلاء المغامرين يدّعون أنهم الكبار ، ولا يألون جهداً في حرق الشعب والمواطنين الآمنين .. ولأن الكل بالكل يذكر فقد وردت على بالي مقولة الرئيس الأمريكي "هربرت هوفر" : " دائماً ما يتخذ الكبار قرار الحرب، ولكن الصغار هم من عليهم خوض الحرب والموت فيها". هذه هي الحقيقة المرة.. فأبناء عمران المسالمين وأبناء أرحب أضحوا وقوداً لحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. فقط هي عشية وضحاها وأضحوا إما مشردين ، أو مقاتلين دون هدف يذكر،، فقط ثأرات لا يعلمون ضد من أو مع من..! هؤلاء البسطاء.. أضحوا صغاراً أمام جبروت الكبار.. ليس لأنهم خلقوا صغاراً.. وإنما لأن الدولة استصغرتهم وتركتهم كسابقيهم يموتون خوفاً أو حرقا .. تركتهم بين فكي القبيلة والأسرة.. بين فكيّ كماشة تشتهي لحوم البشر..!