هل تعتقد السعودية أن الذي رزقهم لن يرزق غيرهم أو هكذا توهموا؟!! ولكنهم لا يعلمون أن هؤلاء العمالة لا يبحثون عن أكثر من مصدر رزق شريف يقيهم وعائلاتهم الجوع والعري والفقر الذي لا يرحم أحداً. وبالعودة إلى هذه الكارثة فإن المملكة تريد ان تحقق أهدافا على مستوى الاقتصاد والتنمية والحد من العمالة غير القانونية والدفع بالشباب السعودي للعمل ودرء البطالة التي بدأت تكشر عن أنيابها في المجتمع السعودي وكل هذا على حساب عمالة خسرت ما فوقها وما تحتها للحصول على فيزا وفرصة عمل في الشقيقة السعودية. ولكن غاب عمن تولوا التخطيط لهذا الأمر وهذا الطرد المهين عديد أمور أوجزها في الآتي: أولاُ: السعودية تخالف الأعراف والتقاليد العربية/الاسلامية الأصيلة بل وحتى الانسانية التي لا تبيح لهم طرد الناس وأكل حقوقهم بالباطل، بل وحرمت هؤلاء العمالة حتى من المعاملة الحسنة أو حتى تولت تعويضهم أو تعويض بعضهم على الأقل في أسوأ الحالات. ثانياً: السعودية تطرد آلاف من العمالة دون رحمة أو مراعاة لحالتهم المادية أو الظروف التي مروا بها للحصول على هذه الفيزا أو تلك وتتسبب في خلق حالة من الكراهية لدى هؤلاء المطرودين قد تؤدي بهم إلى الوقوع في مشاكل نفسية ومادية واجتماعية كثيرة. ثالثاً: العمالة المطرودة وبحكم ما لاقوه من معاملة قاسية وطرد مهين قد تنظم لأي تنظيم إرهابي بقصد الانتقام والتخريب، والمتربصون بالسعودية كُثر، والسعودية تقدم للتنظيمات الإرهابية وعصابات التهريب هذه الخدمة مجاناً. رابعاً: هناك دول معادية تتمنى أن تجد من يؤيد مشروعها في شن حرب على السعودية أو على الأقل تهديد أمنها وهؤلاء هم الضالة المطلوبة لهذه الدولة أو تلك للنيل من السعودية، ولا يحتاج المطرودون لأقل من حضن دافئ يحتضنهم وهم في أسوأ حالاتهم النفسية التي لن تساعدهم في تمييز أو معرفة صواب أو خطأ ما يقدمون عليه من تعاون مع هذه الدولة المعادية للسعودية . خامساً: السعودية تريد تنظيم العمالة ولا تعلم أنها تخلق مشكلة للدول التي تنتمي لها هذه العمالة؛ فقد يتحول هؤلاء المطرودون إلى مشكلة ستضطر السعودية حينها للبحث عن حل لهم وهم داخل دولهم كونها مسئولة عما حل بهم. سادساً: لم تفرق السعودية في طردها العنصري هذا بين من يستحق ومن لا يستحق الطرد ولأنها لم تضع فترة تحذيرية لترتيب أوضاع هؤلاء العمالة فقد بينت أنها تبيت الشر لهذه العمالة وتضمره دون رأفة أو ضمير أو عقل أو خوف من الله الرزاق ذو القوة المتين. سابعاً: السعودية تضع نفسها في محل اتهام من المنظمات الدولية والإنسانية بل وحتى الإقليمية عن السبب وراء هذه الهجمة الشرسة للعمالة أي كان انتماؤهم، وقد يتم رفع دعاوٍ على المملكة لإرجاع حقوق من طردوهم. فهل يعي المسؤولون السعوديون هذه المخاطر وتبعاتها؟؟ والله من وراء القصد.