وصف أحد مراقبي الامتحانات المركزية بمدينة المكلا نفسه بالشاذ بين بقية المراقبين وبالمخالف لسياسة قيادة المركز الامتحاني رغم إخباره لهم بما يجري داخل قاعات الامتحان من مخالفات كبيرة وغش وتغشيش . الوصف المؤلم لما جرى في هذا المركز الامتحاني ماهو إلا نموذج لبقية المراكز الامتحانية التي كانت الفوضى والغش وتجمع الشباب حولها هي السمات الأساسية لها في منظر ينبئك بجيل مستقبلي سلاحه الأساسي الغش والجهل . هذه الحالات ضبطت في محافظة العلم والعلماء والانضباط والحياء فكيف سيكون حال بقية محافظات الجمهورية ، حتما أنه أسوأ بكثير من هذا الوصف . وكتب الزميل أحمد سالم بامقابل مقالا عنونه ب (عندما تكون شاذاً ) وصف فيه ماجرى له اليوم في أحد المراكز الامتحانية لامتحانات الشهادة الأساسية بمحافظة حضرموت حيث قال : قدَّر لي أن أكون ملاحظاً في مركز امتحاني للمرحلة الأساسية في مدرسة من المدارس بمديرية المكلا ، وآسفني كثيراً أن أكون شاذاً بين الملاحظين . انتزعت من طالب واحد فقط 15 قصاصة من أوراق الغش ، وغيري يسهل ويمرر دون حياء أو خجل ، وذلك بعد أن سهل لهم المشرف على المركز الامتحاني بقوله: لا أريد منكم تشويش فالطلاب ماشي في روسهم ، لا تكلموا أحداً ، حملونا العيافة وابعدوا أنتم، أجعلوا أنفسكم مثل العجمان ، (انتهى كلامه بدون تصرف( . فبدأ الطلاب في التساؤل ماهو الحل ، فلم تلبث الإجابة عن ذلكم السؤال إلا بضع دقائق فأُرسل إليَّ ملاحظ آخر يقول لي يبدوا أنك عطشان ، وأخذ بيدي خارج القاعة ، فقال لي ماشي في روسهم مساكين . فعدت إلي قاعتي من جديد لأجد المفارقة بأن زميلي – وليس لي بعد الآن الشرف بمزاملته - قد سهل للطلاب وظهرت الجوالات ووو... ... ... ... ... جنَّ جنوني وتساءلت ألهاذا الأمر وصلنا ؟!! . أبلغت المشرف ونائبه فاكتفوا بتوجيه الطلاب أن ينصاعوا لأمر الملاحظ , وبكل برودة . وبعدها بدقائق أرسل إليَّ نائب المشرف ليبلغني بأن أستريح في المكتب ،فلديهم كثيرٌ من الملاحظين على حسب قوله . وسلمت الأمر لله من قبل ومن بعد . غير أني مررت بالقاعات الأخرى فوجدت بعض الملاحظين خارج القاعة ، ومعنى ذلك ياطلاب تصرفوا ، أظهروا قواكم بما تجود به جيوبكم ، والبعض الآخر رضي بالواقع المرير وكان في زمرة الغشاشين وإن كنت غير مخطئ بنسبة تساوي نسب النجاح في محافظة حضرموت . الوجود الأمني الحاضر في القاعات كان دوره سئ جدا بل والبعض ساهم في عمليات التغشيش وسهلها حيث يقول بامقابل : ((والأمن تخلى عن مهنته ، فهو يسهل ويمرر وكأنه كان حاضر خطاب الرئيس أقصد المشرف الآنف الذكر ، معلناً الانتصار على مهنته الشريفة مقابل دراهم معدودة )) . وختم الملاحظ أو المراقب بامقابل مقاله بنصيحة مؤثرة : ((وعلى بعد بضع مترات من المدرسة تجمع الصغار والكبار لكي يقوموا بعملية حل الأسئلة والتعاون على البر والإحسان – على حد قول أحد الطلاب – وتوصيلها بحراسة الأمن إلى الطلاب في القاعات . فإلي متى سنظل هاكذا ؟!!! , ومتى سيقتنع من هم في أعلى الهرم بأننا نجني على أنفسنا وعلى الأجيال من بعدنا بالويل والثبور ، ناهيك عن المدرسين المتواطئين والطلاب المتقاعسين . فهل من ظمير حي . والله المستعان. الأستاذ أحمد بامقابل أدى الذي عليه وبلّغ أمانته ، فهل سيكون لمقاله تغيير على حال القاعات الامتحانية وتحسين لوضعها ، أم أن الدور والعقاب سيكون له بالمرصاد وستكون أول عقاب له تغيير نقلته إلى مديرية نائية أو محافظة أخرى جزاء له لما كتب وأفصح ؟؟؟