هنا آنشيون، حيث أبراج الكهرباء لا تضرب.. وأنابيب النفط لا يمسها أحد.. لا كلفوت ولا شبوان تجدهما هنا.. في آنشيون السحر والجمال.. والماء والخضرة.. والوجه الحسن.. ثالث أكبر المدن الكورية بعد العاصمة سول وبوسان.. فطبيعتها الفاتنة تجبرك على تدوين الحروف.. ونظم الكلمات والمعاني.. هنا آنشيون حيث المتعة فقط.. من بلاد الظلام انطلقنا.. مروراً بعاصمة السحر دبي.. وصولا إلى هنا للحديث تفاصيل نضعها بين يديكم.. الوصول إلى القرية الرياضية.. ما أن حطينا الرحال في مطار آنشيون الذي يعد واحداً من أفضل المطارات في العالم وأكبرها انتقلنا سريعا عقب استقبال اللجنة المنظمة للوفد عبر الباص ونصف ساعة كانت كافية للوصول إلى القرية الرياضية المخصصة لتجمع لاعبي وشباب آسيا، وهناك كانت الدهشة مسيطرة على الجميع من حفاوة الاستقبال والتنظيم الأكثر من رائع، وبعدها انطلق الجميع إلى الأماكن المخصصة لهم. مساء.. الوكيل الأول ضيع الطريق في الليلة الأولى لوصول البعثة جاء الأستاذ عبدالله هادي بهيان من مقر سكنه بفندق المؤتمرات إلى سكن الإعلاميين والإداريين، والمسافة قريبة بين الفندقين، بيد أن الوكيل الأول حال عودته إلى فندقه رجع بنا من بوابة الفندق الأمامية وأضاع الطريق إلى فندقه، وظللنا لأكثر من ساعتين نجوب الشوارع بحثا عن سكن الأخ الوكيل، ولم تفلح كل المحاولات منا في البحث عن الفندق، كون الوقت كان متأخرا ولا يوجد في الشارع إلا القليل من أبناء البلدة والذين لا يتقنون اللغة الإنجليزية إلا بصعوبة لنهتدي إلى الفندق بمساعدة رجل وزوجته حالفنا التوفيق في معرفتهما للغة الإنكليزية، والعجيبة أننا مررنا من جوار الفندق لأكثر من مرة، لكن لتشابه المباني الكبيرة في المدينة لم يعرف الوكيل الأول ذلك الفندق. الطبول الكورية تُدق.. والنواعم يخطفن الأنظار!! مساء اليوم الثاني كنا على موعد مع المتعة.. حفل بسيط أبهر الجميع.. الطبول تُدق إيذانا بافتتاح المهرجان الذي حضره ممثلو الدول المشاركة وقبلهم مسئولو الرياضة في كوريا.. فيما كانت حسناوات كوريا يشدين أعذب الألحان من فن الغناء الكوري في ليلة زينها القمر.. وبتواجد مجسمات جرانديزر والمفتش وحيد وأبز الألعاب الكورية التي توجهتها عروض التايكواندو المذهلة لتتواصل عروض الافتتاح بدخول الوفود الخاصة بالدول المشاركة من كافة بقاع القارة الآسيوية. منتخبنا.. ظهور أنيق ومتميز..!! بالرغم من الظروف التي صاحبت السفرية وتوجيهات معالي وزير الشباب والرياضة معمر الإرياني والشيخ أحمد العيسي رئيس اتحاد كرة القدم بتوفير كافة المتطلبات الخاصة لإنجاح المشاركة عقب فرمان الدكتور حميد شيباني بالإيقاف المؤقت لها في موقف ليس بغريب على الأمين العام إلا أن البعثة تحركت سريعا صباح يوم المغادرة ووفرت التجهيزات الخاصة باللاعبين ليظهر اللاعبون بثوب رائع أثناء العرض بالثياب اللائقة التي عاب بعضها عدم ملاءمة المقاسات بسبب السرعة وضيق الوقت. في بلد صناعة الهواتف الشريحة ضرب من الخيال!!! الأمر الغريب جدا أن تكون في بلد صناعة الهواتف المحمولة ومع ذلك فالحصول على شريحة اتصال ضرب من الخيال.. نعم حاولنا مرارا الحصول على تلك الشريحة المتوفرة في كل دول العالم في المطارات إلا أن الوضع في كوريا مختلف.. إن أردت الحصول على بطاقة للهاتف لابد من شراء جهاز تلفون خاص يتم برمجة الرقم عليه بما يقارب 700 دولار، أما الشريحة فغير متوفرة..!!