تستعد العاصمة النيوزيلندية ولينغتون لتدفق جماهيري قبل يوم واحد من المباراة المقررة أمام المكسيك غداً الأربعاء في إياب الملحق الفاصل المؤهل لمونديال البرازيل 2014. ومن المتوقع أن يمتلئ ملعب "ويستباك" في ولينغتون بالكامل، حيث تم بيع 50 بالمئة من تذاكر المباراة لمشجعين يعيشون خارج العاصمة. ودعت سلطات المدينة الجماهير إلى ارتداء الملابس البيضاء، من أجل مساندة فريقهم الذي يواجه مهمة شبه مستحيلة، حيث يتعين عليه الفوز بأربعة أهداف نظيفة على الأقل من أجل الصعود إلى المونديال، بعد هزيمته في المكسيك في جولة الذهاب الأسبوع الماضي 1-5. وبالنسبة للمدير الفني ريكي هيربرت، فإن بيع جميع تذاكر المباراة يعد دلالة على تعمق شعبية كرة القدم في نيوزيلندا، التي تسيطر عليها لعبة الرغبي. وقال هيربرت: "سيحضر 37 ألف شخص مشجع.. إنها دلالة على مكانة كرة القدم في نيوزيلندا.. قبل خمسة أعوام كان سيأتي ألف مشجع فقط لمشاهدة مباراة المنتخب الوطني".
وبين الجماهير النيوزيلندية ستحضر المبارة مجموعة صغيرة من الجماهير المكسيكية، من العاملين في سفارة بلادهم في نيوزيلندا. وقال نائب رئيس البعثة المكسيكية أنطونيو كويستا: "نحن سفارة صغيرة للغاية، يمكنني التأكيد على أن أربعة مشجعين مكسيكيين على الأقل سيحضرون المباراة في الملعب". وتوقع كويستا أن يسافر نحو 1000 مشجع مكسيكي لمتابعة المباراة في نيوزيلندا، بعضهم من لوس أنجليس وبعضهم من أستراليا وبعضهم الآخر من سان فرانسيسكو، لينضموا إلى حوالي 250 مواطن مكسيكي يعيشون في نيوزيلندا. وأعرب كويستا عن سعادته بقدوم الفريق المكسيكي إلى نيوزيلندا، ولكنه أكد "عدم سعادته" عن عدم تأهل منتخب بلاده بشكل مباشر ووصوله للمونديال عبر دور فاصل. وأبدى كويستا تفاؤله بشأن النتيجة، ولكنه نصح منتخب بلاده بعد الاستهانة بالفريق النيوزيلندي رغم الفوز الكبير الذي تحقق في مباراة الذهاب. وأكد: "علينا ألا نستهين بالفريق النيوزيلندي.. علينا أن نلعب بنفس المستوى طوال الوقت، وألا نعول على فارق الأهداف الأربعة كعامل حسم". وتمنى كويستا أن تقوم الجماهير بحركة الأمواج الشهيرة "لا أولا" في ملعب المباراة. وأضاف: "رغم أن الناس في المكسيك يقولون إنهم يقومون بحركة الأمواج فقط عندما تكون المباراة مملة جداً، فقط من أجل الاستمتاع، ولكن سيكون من الممتع جداً مشاهدة بلد الكيوي تقوم بحركة الأمواج المكسيكية هنا". وشدد الرئيس التنفيذي لحركة السياحة في نيوزيلندا ديفيد بيركس على أن المباراة ستكون بمثابة هدية لولينغتون. وتابع: "بالنسبة لجماهير كرة القدم، ستكون فرصة كبيرة وبصرف النظر عن نتيجة مباراة الذهاب، فإنه أمر نادر الحدوث أن يكون لدينا مثل هذا الفريق الكبير في بلادنا، يالها من فرصة أن نشاهد بعض نجوم العالم بجوار لاعبينا". وأشار بيركس إلى أن العالم أجمع على أن نيوزيلندا لديها الكثير لتظهره، أكثر من مجرد مناظر طبيعية رائعة، هو أمر جيد بالنسبة لأعمال السياحة. وأضاف: "في بعض الوقت يتم النظر لنيوزيلندا من قبل أطراف أخرى في العالم على أنها مناظر طبيعية بحتة ومحطة للطقس البديع، وهو أمر لا شك في أنه رائع، ولكن إظهار أننا نمتلك مدن ديناميكية لديها القدرة على استضافة الأحداث الكبرى هو أمر مهم للغاية". وبصرف النظر عن النتيجة يؤكد السيد كويستا أن المباراة ستساعد على إحداث تفاهمات أكبر بين نيوزيلندا والمكسيك. وختم بيركس حديثه بالقول: "أعتقد أن المكسيكيين لديهم الآن معرفة أكبر بنيوزيلندا، أكثر من الوقت السابق للمباراة، عن الجغرافية عن الثقافة، عن المناظر الطبيعية، وعن الكثير من جوانب الحياة والعادات في نيوزيلندا". المصدر: د ب أ