انتظرت ايطاليا 12 عاما لتعيد صياغة التاريخ وتتوج بطلة للعالم للمرة الرابعة في تاريخها بفوزها على فرنسا 5-3 بركلات الترجيح بعد تعادلهما في الوقتين الاصلي والاضافي 1-1 في المباراة النهائية للنسخة الثامنة عشرة على الملعب الاولمبي في برلين. وسجل زين الدين زيدان (6 من ركلة جزاء) هدف فرنسا، وماركو ماتيراتزي (19) هدف ايطاليا. وفي ضربات الترجيح، سجل لايطاليا كل من اندريا بيرلو وماتيراتزي ودانييلي دي روسي واليساندرو دل بييرو وفابيو غروسو، اما في الجانب الفرنسي فسجل كل من سيلفان ويلتورد واريك ابيدال وويلي سانيول واهدر دافيد تريزيغيه الذي سدد كرته بالعارضة. وانفردت ايطاليا بالمركز الثاني في عدد الالقاب في كأس العالم التي كانت تتقاسمه مع المانيا بعد ان كانت توجت بطلة اعوام 1934 و1938 و1982 بفارق لقب واحد خلف البرازيل حاملة الرقم القياسي. وهي المرة الثانية التي حسم فيها نهائي كأس العالم بركلات الترجيح بعد مونديال الولاياتالمتحدة عام 1994 عندما خسرته ايطاليا بالذات امام البرازيل (تعادلتا في الوقتين الاصلي والاضافي صفر-صفر). ولم ينس الايطاليون الدرس البرازيلي ابدا فاعدوا العدة هذه المرة ونجحوا في تسجيل الركلات الخمس بينما كان اهدار تريزيغيه لركلته كافيا لهم لاحراز اللقب. وهذه المرة الاولى التي تفوز فيها ايطاليا بركلات الترجيح بعد ثلاث محاولات، الاولى عندما استضافت النهائيات عام 1990 حين خسرت في نصف النهائي امام الارجنتين، والثانية في نهائي مونديال 1994 امام البرازيل، والثالثة في مونديال 1998 امام فرنسا بالذات في ربع النهائي. وشهدت المباراة المشاركة الاخيرة لقائد المنتخب الفرنسي زين الدين زيدان الذي قرر الاعتزال نهائيا عقب النهائيات، وهو اسدل عنها الستار ببطاقة حمراء في الدقيقة 110 ل"نطحه" ماتيراتزي بدون كرة. وقدم المنتخبان شوطا اول جيد المستوى وسريعا كان الايطاليون الطرف الافضل فيه بحصولهم على عدد اكبر من الفرص للتسجيل لكنهم نجحوا في ترجمة واحدة فقط جاء منها هدف التعادل بعد ان كانت فرنسا تقدمت مبكرا من ركلة جزاء. وكان الايقاع تكتيكيا بين منتخبين يعرف كل منهما الاخر، ولا سيما ان المدربين مارتشيللو ليبي وريمون دومينيك اعتمدا التشكيلتين اللتين شاركتا في نصف النهائي، فتمت مراقبة مفاتيح اللعب جيدا وتحديدا زيدان في فرنسا وبيرلو في ايطاليا. وكان الاداء مفتوحا في الشوط الثاني إذ اندفع المنتخبان الى الهجوم اكثر مع سيطرة نسبية للفرنسيين الذين اهدروا عددا من الفرص، بينما تراجع الايطاليون معتمدين اسلوبهم الشهير بالتكتل في منطقتهم فنجحوا في ابعاد الخطر ليستمر التعادل ويخوض المنتخبان وقتا اضافيا بقيت فيه الافضلية فرنسية في ظل تراجع تام للايطاليين. وكادت الدقيقة السادسة تشهد نقطة تحول في المباراة يصعب التعويض بعدها اذ احتسب الحكم الارجنتيني هوارسيو ايليزوندو ركلة جزاء مشكوك في صحتها لفرنسا اثر محاولة فلوران مالودا الاختراق بين المدافعين فابيو كانافارو وماركو ماتيراتزي فوقع من دون ان يلمسه احد وانبرى زيدان لتنفيذ الركلة فارتطمت كرته بالعارضة اولا ثم حطت خلف خط المرمى مباشرة معلنة الهدف الاول. وارتبك اداء المنتخبين بعد الهدف الفرنسي المبكر فغابت الخطورة عن المرميين الى ان نجحت ايطاليا في ادراك التعادل عندما نفذ بيرلو ركلة ركنية فارتقى لها ماتيراتزي واكمل الكرة برأسه من فوق باتريك فييرا في شباك الحارس فابيان بارتيز (19). وانحصر اللعب في منطقة الوسط بغياب اي محاولة خطرة على المرميين لكن المنتخب الايطالي كان اكثر استحواذا على الكرة واقرب الى هز الشباك مرة ثانية إذ كاد يفعلها في الدقيقة 35 اثر اختراق للمنطقة فوصلت الكرة الى لوكا طوني لكن اريك ابيدال ابعدها من امامه الى ركنية نفذت جيدا وارتقى بنفسه وتابع الكرة برأسه ارتطمت بالعارضة وتابعت طريقها الى الخارج. وانطلق هنري بكرة قبل ان يرسلها سهلة في متناول جانلويجي بوفون، ثم كرر فعلته متخطيا مدافعين قبل ان يمرر كرة امام المرمى مباشرة ابعدها جانلوكا زامبروتا الى ركنية (50). واجرى ريمون دومينيك تبديلا اضطراريا في الدقيقة 57 بعد اصابة لاعب خط الوسط باتريك فييرا في العضلة الخلفية للفخذ فاشرك الو ديارا بدلا منه. واشرك ليبي في المقابل فينتشنزو ياكوينتا ودانييلي دي روسي مكان فرانشيسكو توتي وسيموني بيروتا على التوالي. وسجلت ايطاليا هدفا ثانيا عبر طوني الغاه الحكم بداعي التسلل (62). وسدد هنري كرة قوية تمكن بوفون من التقاطها على دفعتين (64). وافلت مرمى فرنسا من هدف في الدقيقة 78 اثر ركلة حرة لبيرلو مرت قريبة جدا من القائم الايمن. وتهيأت فرصة لايطاليا اثر انفراد لياكوينتا لكن كرته كانت سهلة بين يدي بارتيز (89). وخاض المنتخبان وقتا اضافيا، وبقيت الافضلية فرنسية واخطر المحاولات كانت من كرة سددها فرانك ريبيري لامست القائم الايسر لمرمى بوفون (100). وكاد زيدان يفعلها مجددا عندما ارتقى لكرة مررها سانيول فتابعها رائعة لكن بوفون ابعدها بطريقة رائعة بقبضة يده اليمنى الى ركنية (104). وتلقت فرنسا ضربة موجعة بطرد زيدان بعدما "نطح" ماتيراتزي في الدقيقة 110. وبقيت الامور على حالها فاحتكم المنتخبان الى ركلات الترجيح التي ابتسمت للايطاليين ومنحتهم اللقب الرابع في تاريخهم.