في المونديال الحالي بروسيا 2018 دعونا ننسى الدورين الأول والثاني، لقد رحل كبار الكرة وحامل لقب كأس 2014 منتخب المانيا..لم يتبق من العظماء إلا أربعة منتخبات (البرازيل..الاورجواي.. فرنسا..انجلترا) ومن الطامحين (السويد.. بلجيكا..كرواتيا..والمستضيف روسيا).. أربعة سبق لهم الاحتفال بكأس العالم وأربعة يمنون أنفسهم بالفوز باللقب الأول ، هو تكافئ صعب نوعا ما لكن الجليد الروسي وضع كفة التنافس في ميزان الأداء، وقدم لنا المونديال صورا جميلة من الانصاف الكروي لمنتخبات غادرت رغم التعملق بل أنه ومنطقيا وضع أربعة منتخبات في دور ال8 جديدة وتمتلك من القوة والطموح ما يوازي نظيراتها من منتخبات تشرفت بالفوز بكأس العالم من قبل ،وأنا وفي الطرح التالي خرجت برؤية استقيتها من خلال ما قدمه الثماني حتى اليوم وقبل انطلاق معارك الجمعة والسبت. قد يكون ما سأطرحه بعيدا عما سيحصل فكرة القدم غير مأمونة النتائج وضربة جزاء أو ركلات حظ قد تغير من أبرز التوقعات وتخلط أوراق المنافسة لكني سأكتب ما قد يمكن حدوثه :
فرنسا ..الاورجواي.. الديك سيكون حيا تبدو منطقيا حظوظ الديك الفرنسي أفضل لتجاوز المنتخب الاورجواني ، لقد شاهدنا في فرنسا لاعبين متوسط أعمارهم مكنهم من تجاوز الكثير من المعتقين، اندفاع قوي هجوميا وارتداد سريع دفاعيا ولاعبين مهاريين يمتلكون صفات الحسم في أي وقت، الفرنسيون قدموا مونديالا برائحة عطور باريس أداء ثابت وحماس كبير للمضي حتى النهاية بوجبا وامباي وجيرزمان ثلاثي مرعب منسجمين وقادرين على تجاوز منتخب الاوروجواي الذي شاهدناه في لقاءاته يعتمد على تحركات سواريز وكافاني مع انتظام دفاعي ممتاز وهو ما سيعقد مهمة فرنسا نسبيا لكن الارجواي ستسقط أمام النهج التكتيكي المميز للفرنسيين ولن تفلح خطتهم التي نفذوها أمام البرتغال.
البرازيل.. بلجيكا.. قهوة مرة للسامبا المنتخب البرازيلي في السنوات الأخيرة لم يكن مقنعا رغم ما يزخر به من نجوم' حتى في روسيا الأداء البرازيلي لا يقود إلا لقهوة مرة قد تكون آخر ما سيتذوقوه أمام بلجيكا.. البرازيل باتت تنتظر الدقائق الأخيرة لتسجل وتفوز بعد معاناة ، كوتينيو في أخر لقاء أمام المكسيك كان تائها تحرك وليان وكان بارعا وتخلص نيمار من لعنة الاحتكاكات وأوصلهم لمواجهة بلجيكا التي يقدم لاعبوها مونديالا يتناسب مع تصنيفهم كرابع العالم.. المنتخب البلجيكي يملك الهداف لوكاكو والفذ هازارد ومروان فلايني ودي بروين ذلك يعني أن خطي هجوم المنتخبين ناري جدا لولا تفوق المنتخب البرازيلي في التكتيك الدفاعي.. لاتنظروا لما قدمته بلجيكا أمام اليابان وحده الغرور والاستهانة بالخصم هو من دفع اليابانيون للتألق وتسجيل الهدفين،لاعبو بلجيكا تكاسلوا بعد شوط أول خرافي وعندما شعروا بأن التهاون سيلفظهم قلبوا الطاولة وفازوا.. البرازيل في مهمة اعتبرها مستحيلة وفوز بلجيكا الأقرب.. روسيا..كرواتيا.. الدب سيزداد شراسة يقف المنتخب الكرواتي على حافة هاوية مصنوعة من الثلج الروسي الذي قد يقدم طوق النجاة لأهله تاركا الكروات يتدحرجون ككرة ثلج إلى أسفل الوادي.. كرواتيا لم تكن بتلك القوة التي تهيأت للبعض هم قابلوا ايسلندا المتأهل لأول مرة والارجنتين الكسيح ونيجيريا التي لا تعد بعبعا سوى في إفريقيا، ففي موقعة الدنمارك كانت الأفضلية لصناع الجبن بينما رفقاء موديرتش عانوا من الضغط الذي اوصلهم لإهدار ركلة جزاء حاسمة في أخر دقائق الشوط الإضافي الثاني لولا أنها ابتسمت لهم في ركلات الترجيح رغم تألق الحارس الدنماركي شمايكل.. المستضيف المنتخب الروسي هو الأخر لم يكن مقنعا لكن فوزه على عملاق كروي كاسبانيا عزز من فرص مواصلة التألق وإزاحة أي منتخب سيقف في طريقه، يرى الكثيرون المنتخب الروسي عاديا لكنهم يمتلكون بنية قوية ولياقة رهيبة ودفاع يقظ وسيكون الكروات ضحية لشراسة الدب الذي سيلعب مستفيدا من ثلاثة عوامل (الأرض..الجمهور.. الحماس).. السويد ..انجلترا.. حصان البطولة بلون أصفر إذا كان هناك منتخبا يستحق لقب الحصان الأسود فهو السويد في التصفيات أخرجوا ايطاليا وهولندا وفي المونديال تصدروا مجموعة الموت بوجود المانياوالمكسيك والشمشون الكوري.. السويد يزحف بهدوء يفوز لاعبوه ويتأهلون بجدارة ومع ذلك يظل المنتخب خارج الحسابات عند البعض..يمتلك المنتخب خط دفاع كهربائي يرصد الشاردة والواردة، يلعب على الأطراف معتمدا على سرعة الأظهرة، يستغل العرضيات بسبب معدل الطول الفارع والقوة البدنية.. منتخب انجلترا جاء إلى ال8 متجاوزا بنما وتونس وخاسرا من بلجيكا وقدم مباراة سئية فنيا وأخلاقيا مشتركا مع منتخب كولومبيا والانجليز يمتلكون لاعبين جيدين لكن هاري كين المتصدر الهدافين بستة أهداف لم يكن يملك حلولا أمام صلابة الدفاع الكولومبي وظل ستيرلنج يدور في دوامة عبثية ووحده حارس المرمى كان رائعا في اللقاء الأخير، مباراة متكافئة بلا خيارات فنية الرتم المرن للسويد قادر على تجاوز عشوائية الانجليز هكذا تبدو الأمور..