تحولت أقسام الشرطة في العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها ميلشيات الحوثي وصالح إلى تجمع لعصابات تعمل من أجل جني المال وابتزاز المواطنين بعيدا عن القوانين التي تنظم عمل الاقسام حيث بإمكان علاقة شجار بين مواطنين أن تكون مصدر ربح لمشرفي المليشيات في الأقسام. تعطلت المحاكم وتحولت كثير من القضايا فيها لسوق المزاد لدى مشرفي الحوثي الموزعين على جميع المناطق في العاصمة صنعاء والمحافظات التي يسيطرون عليها مما جعل كثير من القضايا مصدر للثراء لقيادات حوثية تفرغت لمثل هكذا مهام. تهميش القضاء.. "محمد غالب" مواطن من صنعاء قضيته مع اخوانه في المحكمة منذ أربع سنوات وعندما سيطرت المليشيات على مؤسسات الدولة استلم قضيتهم أحد القيادات الحوثية ممن يطلق عليهم "المشرفون". يقول غالب ل"الصحوة نت" إن القيادي الحوثي استلم منهم مبالغ مالية كبيرة بالقوة وصلت إلى حد مليونيين ريال يمني ما يعادل 6500 دولار أمريكي مقابل حله للقضية بينهم في الوقت الذي يرفض إعادة القضية للمحكمة للبت فيها. ويضيف غالب "إن القضية لا زالت بيد القيادي الحوثي الذي استطاع أن يمنع المحكمة من التدخل فيها، ويواعدنا من يوم لآخر في الوقت الذي يطالبنا يوميا بأموال كبيرة من اجل حسم القضية". وتعمد مليشيات الحوثي على تهميش عمل المحاكم والقضاة واحتكار حل مشاكل المواطنين وبالقوة إذا لزم الأمر. مصدر للثراء .. وتستخدم المليشيات قضايا المواطنين وخلافاتهم مصدر ثراء لأغلب مشرفيها حيث تظهر آثار النعمة على وجوههم ظل الأزمة الأشد التي تعيشيها البلاد. ويتدخل مشرفو المليشيات في قضايا عقارات وقضايا تجارية معقدة ويعملون على سحب ملفاتها من المحاكم وجني أموال طائلة من وراءها وتطويل إجراءات حلها لابتزاز المتنازعين كما يرفضون الاحكام القضائية التي صدرت في تلك القضايا. وكان أحد قيادات المليشيات اختطف المواطن "محمد عبد العزيز الصلاحي" بمحافظة إب في نوفمبر الماضي واتصل بأسرته طالباً قطعة أرض مقابل إطلاق سراحه، كما اقتحم مسلحون تابعون للقيادي ذاته منزل الصلاحي وعبثوا بمحتوياته. وبحسب مصادر "فالمشكلة تعود لخلاف "الصلاحي" مع أسرته حول قضايا أرض إرث، وأراد الحوثيون استلام ملف القضية لاقتطاع أراضي لصالحهم وهو ما رفضه قبل ان يتم اختطافه". تهم كيدية وابتزاز .. وتعمل الملشيات منذ سيطرتها على مؤسسات الدولة على تعطيل دور القضاء واختطاف المواطنين بتهم كيدية لا علاقة لهم بها ووضعهم في سجون أقسام الشرطة المنتشرة في العاصمة صنعاء بالإضافة إلى سجونهم الخاصة. وتستهدف قيادات المليشيات رجال الأعمال والتجار من أجل ابتزازهم والحصول على أموال، كما تتم عمليات اختطاف من أجل جباية الأموال في أقسام الشرطة وإلصاق تهم كيدية غير واقعة إلى حين حصولهم على المال الذي تعطيه العائلات من أجل الإفراج عن أبنائهم. وبإمكان خلاف بالرأي بسيط أو ضغينة من قبل قيادي حوثي أن تودي بعقوبة في السجن كما حدث مع الصحفي الجبيحي الذي اختطفه قيادي حوثي مع أبنائه بسبب خلاف شخصي بينهم والصق عليه تهم متعددة. عصابات منظمة وتعمل الميلشيات عبر مشرفيها الموزعين في معظم أحياء أمانة العاصمة كعصابة منظمة مهمتها جمع الأموال والجباية واختطاف وقتل كل من لا يدين لهم بالولاء المطلق كما تتدخل في تفاصيل حياة الناس بشكل كامل. وتعد اللجنة الثورية التابعة لمليشيات الحوثي عبارة عن مؤسسة لإدارة العصابة من القيادات الحوثية الموزعين في كل مؤسسات الدولة حيث يستخدمون كل وسائل القوة في السيطرة لإقصاء الجميع بما فيهم حلفائهم في حزب المؤتمر حيث اقتحمت مجموعة مسلحة تابعة للحوثيين مقر وكالة خبر التابعة لصالح وأوقفوها عن العمل.