ويشهد اليمن منذ بداية فبراير الماضي أزمة سياسية خانقة بسبب الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح امتدت آثارها الى مناحي الحياة كافة وقال مختصون ان اضطرابات الأوضاع السياسية والأمنية والاحوال الاقتصادية المتدهورة ألقت بظلالها بشكل مباشر على قطاع الرياضة خاصة كرة القدم. ودفعت المشاكل الناتجة عن الوضع السياسي عددا من الأندية الى الاستغناء عن بعض اللاعبين المحترفين والمدربين الاجانب على خلفية أجورهم التي تعتمد على العملة الصعبة وهو ما قد يؤثر، بحسب اوساط رياضية، على مستوى اللعبة في اليمن. وذكرت مصادر مطلعة في وزارة الشباب والرياضة اليمنية أن الفترة الأخيرة شهدت الاستغناء عن عدد من اللاعبين المحترفين والمدربين الأجانب بسبب شح الامكانيات. وفي خضم الأحداث التي يشهدها اليمن منذ أشهر، سيطرت حالة من الضبابية حول مستقبل الموسم الكروي في البلاد قبل أن يعاود نشاطه بعد فترة توقف في غياب عدد من الأندية التي قررت الاعتذار عن عدم الاستمرار بالمشاركة في المسابقة. ويبدو ان تأثير الحالة السياسية لم يتوقف عند مستوى الاندية فقط بل امتد الى المنتخبات، حيث ودع منتخب اليمن التصفيات الأسيوية المؤهلة لمسابقة كرة القدم لاولمبياد لندن 2012 بخسارة قاسية أمام استراليا بسبب عدم الاستعداد الكامل للدخول في التصفيات حسب متابعين. اما المنتخب الأول فيواصل استعداداته بعيدا عن مشاكل الداخل، حيث يعسكر في تركيا تحضيرا لتصفيات كأس العالم 2014. وتخلف عدد من اللاعبين الأساسين عن المنتخب تحت مبررات عدة تعود أهمها إلى الأوضاع السيئة في البلاد. وقال مدير المنتخب الاولمبى عبد الرحمن عقيل لوكالة انباء (شينخوا) ان الوضع الرياضي مرتبط وبشكل كبير بالوضع الاقتصادي والسياسي في البلاد فالأندية الرياضية في الفترة منذ فبراير وحتى الان تعانى من ازمة خانقة في الميزانية. وأوضح عقيل أن ميزانية كرة القدم كانت ثلاثة ملايين ريال يمني (الدولار يعادل 240 ريالا) للدرجة الأولى ومليونا ريال للدرجة الثانية والآن أصبحت الميزانية ربما «صفر». وأشار الى ان المشاكل الناتجة عن الوضع السياسي أثرت على الوضع الرياضي بشكل عام وتمثلت تلك النتائج بالاستغناء عن بعض اللاعبين المحترفين من اجل أجورهم التي تعتمد على العملة الصعبة وأيضا الاستغناء عن المدربين الأجانب وهذا سوف يؤثر على سمعة الرياضة في اليمن. وأغلقت اهم ثلاثة أندية يمنية أبوابها بسبب اضطرابات الأوضاع في البلاد. وقال خالد الزنكمى مساعد مدرب الفريق الأول بنادي «الشعب» بصنعاء ان ثلاثة من أهم الأندية اليمنية قررت مؤخرا إغلاق أبوابها أمام اللاعبين بسب الظروف السياسية هي أندية حسان والرشيد والصقر بمدينة تعز. ووصف الزنكمى وضع الرياضيين بأنه سىء للغاية «حيث يعيشون في ظروف نفسية وخوف من المستقبل المجهول». بموازاة ذلك، لم تتمكن الاندية من استقبال اي من المواهب الرياضية من الناشئين. وعن ذلك، قال عمار البعدانى المدرب في قطاع الناشئين ان هناك تأثيرا كبيرا على وضع أندية كرة القدم جراء تدهور الأوضاع السياسية في اليمن، مشيرا الى ان النادي كان يستقبل كل عام العشرات بل المئات من الناشئين والآن النادي يرفض أكثر من 99% من مواهب الناشئين. واشار الى ان النادي كان ملزما بعملية اختيار المواهب للموسم القادم لكن اليوم لا يستطيع بسبب الظروف الحرجة و«لا يستقبل النادي احدا». ويشعر عدد من اللاعبين اليمنيين بالحزن لتدهور الأوضاع التي أثرت على الرياضة. وفي السياق يقول سميح المعلمى من نادي «اهلي صنعاء» انه يشعر بحزن شديد جراء تدهور الأوضاع السياسية والتي قلب موازين الحياة العامة والرياضية بصفة خاصة، مشيرا الى ان الرياضة مرتبطة بشكل مباشر بتداعيات الوضع السياسي في اي بلد. واشتكى المعلمي من عدم مقدرته الذهاب الى النادي نظرا لبعد المسافة وتوقف وسائل المواصلات أحيانا «بسبب انعدام المشتقات النفطية»، مشيرا الى ان إدارة النادي منحتهم اجازات اختيارية حتى تهدأ الأوضاع في البلاد وهو ما يتمناه سميح في القريب العاجل.