تتفتح شهية الصائمين للمشروبات والعصائر المثلجة والساخنة خلال شهر رمضان إلى حد كبير، وتنتعش معها هذه الصناعة بشكل لافت للانتباه. وتتفرد العاصمة صنعاء عن غيرها من المدن اليمنية بإعداد مشروبات نقيع الزبيب بألوانه المختلفة وطعمه الرائق، كالمشمش، والشعير، والعناب والتوت. ويعزى تفرد صنعاء بفن تحضير هذه المشروبات إلى وفرة إنتاجها من العنب والزبيب اليمني الشهير بمسمياته المختلفة الروضي، الخولاني، الجبري، العاصمي وبألوانه المتعددة. الأبيض، والأحمر، والأسود، والبرقوق اللوزي وجميعها يحضر منها نقيع العصائر على مدار العام، عامة وخلال شهر رمضان على وجه الخصوص. فمع أول يوم من رمضان ينتشر صناع المشروبات المنقعة في شوارع صنعاء يحيط بهم الزبائن من كل ناحية طمعاً في مشروب يروي العطشان من ظمأ النهار. محلات الحاج علي الجرباني في صنعاء القديمة يعد الأكثر شهرة في تحضير مشروبات الزبيب والشعير بألوانه المختلفة وطعمه المفضل، ولذلك فهو يعج بالزبائن الذين يتسابقون من أجل الحصول على رشفة من طعم لا ينسى. وعلى عجل يقول الجرباني، المشغول بتلبية طلبات زبائنه، إن الشهرة التي حصل عليها محلهم راجعة إلى توارث الصنعة أب عن جد، وهي لا تقتصر على نقع الزبيب والمشمش المعروف صنعاء ب «القديد»، وإنما تبدأ من اختيار الأصناف المميزة المعروفة بحلاوتها، وقلة حموضتها، تجلب من مزارع ومزارعين معروفين بجودة إنتاجهم، ثم يأتي بعد ذلك تحضيرها عن طريق غمر كميات وفيرة منها بالماء الدافئ لمدة كافية، عادة ما تكون من يوم إلى يومين، حسب جودة الزبيب والمشمش.