تتهيأ الطفلة "نوران" ابنة الصحفي المختطف لدى مليشيا الحوثي توفيق المنصوري لالتحاق بالمدرسة مع بداية العام الدراسي الجديد. ستة اعوام مرت من عمر "نوران" مرات قليلة تمكنت من رؤية وجه والدها المختطف، عندما كانت والدتها تصطحبها أثناء زيارة توفيق في سجون المليشيات. خلال تلك الزيارات لم تحض "نوران" بقبلة من والدها لم يسمح له سجانوه باحتضانها أو تقبيلها، تعامل وحشي تمارسه المليشيات الحوثية ضد عشرة صحفيين اختطفتهم في يونيو 2015، أثناء عملهم في صنعاء.
5 أعوام من الاختطاف والتعذيب اليوم ال 9 من يونيو الجاري2020، يكمل تسعة من الزملاء الصحفيين المختطفين عامهم الخامس في سجون مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة ايرانيا، ويدخلون العام السادس. 9 يونيو 2015، يوم أسود في تاريخ الصحافة اليمينة، ومجزرة ، إذ اختطفت مليشيا الحوثي عشرة من الصحفيين للاختطاف أثناء أدائهم لعملهم في العاصمة صنعاء ، ومنذ ذلك الحين لا يزالون في سجون المليشيات الحوثية يتعرضون للانتهاكات والتعذيب الوحشي، بسبب مهنتهم واضافة إلى أنهم يعملون في وسائل اعلام تتبع حزب الاصلاح. مطلع أبريل الماضي قررت المليشيات اعدام أربعة من الصحفيين والافراج الآخرين. في 11 أبريل الماضي قررت المليشيات الحوثي عبر محاكمها اعدام اربعة صحفيين من أصل عشرة، هم عبدالخالق عمران، وتوفيق المنصوري، واكرم الوليدي، وحارث حُميد، في محاكمة باطلة وهزلية، والتهم الموجهة إليهم أنهم اعلاميين، وهذا يفند كل التهم الكيدية والمحاكمات المزعومة.
مآسي أُسر الصحفيين المختطفين مآسي وآلام وأوجاع الصحفيين المختطفين، بشكل خاص، على يد المليشيات تفوق مآسي كل المختطفين الذين تقدرهم تقارير حكومية ومنظمات حقوقية أنهم بعشرات الآلاف منذ الانقلاب. تتكرر المأساة عند الصحفيين المختطفين، وإن بشكل مختلف، ففي منتصف ديسمبر 2017، توفي صالح حُميد، والد الصحفي المختطف حارث حُميد، رحل قبل أن يتمكن من زيارة ولده في سجون المليشيات الحوثية. توفي الحاج صالح قهرا بسبب منعه من زيارة حارث بعد خمسة أشهر من المحاولة، وعامين ونصف من اختطاف حارث. لم تستجب المليشيات لكل النداءات سواء الانسانية أو غيرها بسبب وضعهم الصحي ومؤخرا بسبب تفشي وباء كوفيد 19، ومخاوف أسرهم من تعرضهم للإصابة بالوباء.
إعلام الإصلاح .. الثمن الباهظ ينتمي الوسط الصحفي في اليمن لتيارات سياسية عدة ، غير أن اللافت في الأمر هو استهداف مليشيا الحوثي للصحفيين المنتمين لحزب الاصلاح بشكل مضاعف وتحويل قضيتهم إلى المقايضة السياسية وبتواطؤ من قبل المبعوث الأممي غريفيت كما يؤكد الصحفي الحقوقي حسين الصوفي ل "الصحوة نت". في تقرير صدر من دائرة الاعلام والثقافة بحزب التجمع اليمني للإصلاح، تزامن التقرير مع يوم الصحافة اليمينية ال 9 من يونيو، كشف عن حجم الكارثة التي تعرضت لها الصحافة المحلية، بمقتل 36 صحفيا واصابة العشرات وملاحقة وتشريد وتهجير المئات منهم. التقرير المعنون ب "وضع الحريات الصحفية خلال 6 سنوات (الإعلام الاصلاحي، كشف استهداف مضاعف من قبل مليشيا الحوثي للمؤسسات الاعلامية التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح، والإعلاميين والصحفيين العاملين في تلك المؤسسات. وحسب التقرير فقد بلغ عدد الانتهاكات التي طالت إعلام الإصلاح 767 انتهاكاً منذ 2014، توزعت بين القتل والاختطاف والتشريد والتهجير والاخفاء القسري والنهب وتفجير المنازل ونهبها واحتلالها والفصل من الوظيفة العامة والمصادرة والحجب. يضيف حسين الصوفي في حديثه ل "الصحوة نت": الصحفيون المختطفون حالياً لدى المليشيات يعملون في وسائل اعلامية تابعة لحزب الاصلاح، والصحفيين عبدالله قابل، ويوسف عازر، وضعا في مخازن أسلحة في هران بذمار كأهداف لقصف الطيران وهو ما حدث بالفعل، وآخرين قتلوا أثناء تغطيات المعارك في المدن والجبهات. يُحرّض زعيم المليشيات الحوثية في خطاباته أتباعه ضد الصحفيين في ويصفهم بأنهم "أخطر من المقاتلين في الجبهات" ويحث مقاتليه على قتلهم. ذلك التحريض خلّف ضحايا كثر، قنصا وقتلا وموت تحت التعذيب، ومن أفلت منهم إما مشردا في الخارج أو نازحا في المناطق المحررة أو العيش تحت الرقابة والاقامة الجبرية عاطل عن العمل لا يبوح ما يثير غضب الغزاة الجدد. لاقت تلك "الأحكام" ادانات واستياء واسعا، على مستوى العالم وطالبت أكثر من 150 منظمة المليشيات بالإفراج عنهم دون قيد أو شرط. في صفحته على الفيس بوك كتب مدير تحرير موقع المصدر أونلاين، ونائب رئيس تحرير صحيفة المصدر اليومية، علي الفقيه، عن والدة الصحفي توفيق المنصوري، "هذه السيدة العظيمة تقف على هذه الهيئة منذ خمس سنوات، بشكيمة وقوة احتمال تبحث عن نجلها المخطوف. هي أم توفيق المنصوري وأمنا جميعاً. يضيف الفقيه "توفيق الزميل الفدائي والمخرج الصحفي الأنيق الذي أًصدر الحوثيون عبر محكمتهم سيئة السمعة قراراً بإعدامه مع ثلاثة من زملائه". سيكون توفيق بخير يا أمي وستكون اليمن بخير.. ستسقط قرارات الإعدام التي طبخوها في مطابخهم النتنة وستنبذهم اليمن كما فعلت عبر تاريخها. وستسجل جرائمهم في السجل الأسود".
حملة الكترونية بمناسبة يوم الصحافة اليمنية أطلق ناشطون وحقوقيون واعلاميون، حملة الكترونية تضامنية للمطالبة بالإفراج عن الصحفيين المختطفين. الحملة تأتي أيضا تزامنا مع انتشار وباء كورونا خاصة في صنعاء ومطالبة المنظمات الدولية الصحفية والحقوقية بالضغط على مليشيا الحوثي لإطلاق سراح المختطفين وانقاذهم من الموت خاصة مع تفشي وباء كورونا. يقول القائمون على الحملة إن الحملة تأتي أيضا في ظل تعنت مليشيا الحوثي ورفضها الافراج عن الصحفيين، ومخاوف أسرهم من اصابتهم بوباء كورونا الذي يتفشى بشكل جنوني في صنعاء وبقية المناطق التي لا زالت تحت سيطرة المليشيات الحوثية.