حيثما يُسمح لمخالب إيران أن تنمو؛ فإنها تحيل الحياة بذلك البلد إلى جحيم، و تعيث فيه فسادا و إفسادا، وتمارس فعلا منكرا، و نشرا للفتنة و الدمار، و بثا للرعب، و الخراب. فأكاسرة إيران اليوم، أزاحوا تاج كسرى من على رؤوسهم إلى حين؛ و استبدلوه بعمائم سود؛ يضاهي سواد نواياهم الماكرة، و طوايا نفوسهم الخبيثة . قبل أسابيع ؛ حشد شاهين شاه فارس أكثر من سبعين (شاه) من أطراف امبراطوريته التي يتخيلها، و هو يتربع على عرشه في مدينة قم، فيستثير فيهم أحقاد القرون، و يحدد لهم ميدان معركته التي يريد أن يخوضها انتقاما من القادسية، و ثأرا لإمبراطوريتهم التي تهاوت ، و تهاوى معها طغيان الاستعلاء و الاستكبار الذي سُحق مع فيالقه العسكرية في القادسية . يحدد شاهين شاه في مؤتمر تآمره ذاك محافظة مأرب ميدانا لمعركته الفاصلة، و ليصب من خلالها حقده الذي تجيش به نفسه. حضر السبعون شاه الى طهران ؛ ليخاطبهم الشاهين شاه، أو ملك الملوك ، محرضا إياهم أن مأرب و معركتهم فيها هي من ستحدد مصير المنطقة برمتها، بل و سترسم خطوط المستقبل كما زعم ؛ المستقبل الذي يترائى له فيه إيوان كسرى، و يتخيل معه تربعه عليه..!! و من عمق تخيلاته شدد عليهم بأن يسعى و ينهض كل منهم لجمع المال اللازم الذي هو عصب المعركة و زادها، و مددها، ثم أمر شاهه في لبنان، المدعو حسن نصر بأن يتولى الترويج لهذا المخطط الشاهنشاهي . و شاه لبنان أدمنته العنتريات كإدمانه العريض لخطابات الاستعراض ، و لمعارك دونكيشوت. و عنترياته تلك ساهم و يسهم الكيان الصهيوني بنفخها ؛ ليصبح هذا الشاه هما و حزنا على لبنان و المنطقة العربية بأسرها.
هكذا ينظر كسرى طهران، و دهاقنته إلى مأرب و أنها من تحدد مصير المنطقة العربية، و ترسم مستقبلها. و يرى اللعين أن يختزل معاركه بميدان معركة واحدة، هي مأرب، و مأرب فقط!
و هكذا تم تحديد مخطط شاهين شاه إيران، و شواهينه معه..!!
و حال الحول، و استدار العام أو يكاد منذ أن ركزت ملالي كسري جهودها في معركة مأرب، التي حشدت لها مكرها ، و خيلها و رجلها و أبالستها؛ إذ اعتقد الملالي أن معركة مأرب ستكون الضربة القاضية . و مكروا و مكر الله؛ فباء مكرهم بالفشل، و نصر الله إرادة اليمنيين في مأرب، حين ارتدت الضربة القاضية على وجه المشروع الفارسي البائس، بفضل من الله و بصمود اسطوري، و بدعم من الأشقاء في التحالف العربي.
لايستغني اليمنيون عن أشقائهم، سواء في التحالف العربي الذي نقف معه في خندق واحد في هذه المعركة، أو كافة الأشقاء العرب الذين يجب عليهم تفهم أبعاد معركة مأرب، بل معركة اليمن في مواجهة المشروع الظلامي الإيراني الذي يستهدف الوطن العربي كله.
و مع أن يتفهم الأشقاء في الوطن العربي خطورة المشروع الظلامي الفارسي، فعلى اليمنيين في المقدمة أن يتفهموا بإمعان، و أن يدركوا بدقة أهمية أن يصطفوا جميعا في ميدان الفعل و العمل، في صف جمهوري راشد، شرط أن يكون صفا حقيقيا في الميدان، لا صفا كلاميا في الإعلام.