منذ انقلاب جماعة الحوثي الإرهابية على الدولة ونهب ومصادرة مؤسساتها تنوعت اشكال الأذى الذي توقعه الجماعة بحق اليمنيين متجاوزة كل الحدود غير أبه بشرعٍ ولا عُرفٍ ولا قانون، وفي كل عامٍ ومع اقتراب ذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يستنفر الحوثيون كل قواهم للدخول في جولة نهب وسلب لأموال الناس بالباطل متذرعين بهذه المناسبة، وتتحول الذكرى بما تحمله من معاني نبيلة أهمها السماحة والمحبة الى كابوس يخافه الناس لإدراكهم أنّ ثمناً باهضاً سيدفعونه مجبرين إلى جيوب وحسابات مشرفي وقيادات جماعة الحوثي الإرهابية . عمد الانقلابيون الحوثيون إلى تحويل حياة اليمنيين إلى ساحة مفتوحة للجباية القسرية والمصادرة المنظمة للأموال والممتلكات تحت مسميات ومبررات ما انزل الله بها من سلطان، يمارسون فيها الابتزاز المالي لتوسيع ثرواتهم وإطالة أمد الحرب التي اطلقوها ضد اليمن واليمنيين، وفي كل مناسبة دينية أو طائفية يتجدد المشهد ذاته عبر حملات إلزامية على التجار والمواطنين لنهب أموالهم أو ما تبقى منها معتقدين أنهم أحق بها من أصحابها، وهذا السلوك يتكأ على اعتقاد هذه الجماعة بافضليتها على بقية اليمنيين، وهو اعتقاد فاسد مُفسد، لم يقره شرع ولا يقبله عقل. لم تتوقف انتهاكات هذه الجماعة المارقة عند حدود الجبايات الموسمية القسرية، بل تجاوزتها إلى فرض وصاية فكرية على المجتمع باجبار الناس على حضور الفعاليات والأنشطة التي تُمجّد الجماعة وتقدّس قادتها بعيداً عن المعاني الحقيقية للمناسبات، وممارسة تشويه متعمد عبر فرض خطاب أُحادي يربط بين حب النبي صلى الله عليه وسلم والطاعة العمياء لقيادات الجماعة الانقلابية، وهي محاولة خبيثة لضرب عقيدة اليمنيين الخالصة، واستبدالها بولاء أعمى للسلالة والطائفة كأدوات تسويق لمشروع عنصري يفتقر لكل مقومات الدولة العادلة الجامعة، وتتحول الاحتفالات بالمناسبات الدينية في ظل هذا العبث من فرصة للاقتداء بالقيم والمبادئ إلى مصدر للتضليل وتكريس الولاء للجماعة التي لا تمثل رسالة الإسلام ولا تتمثل بها. هذه الممارسات الحوثية أفرزت حالة من الانقسام النفسي داخل المجتمع الذي كان يستقبل ذكرى المولد النبوي بفرح روحي خالص، لكنه بات اليوم يستقبلها بقلقٍ عميق ، وهو يوازن بين حبه لرسول الرحمة صلى الله عليه وسلم، وخشيته من بطش جماعة فاشية حوّلت المناسبة إلى موسم جبايةٍ وإذلال، واغتالت الفرحة من النفوس، وزرعت مكانها رهبة وخوفاً وقلقاً، وأظهرت التديّن في اللافتات والاحتفالات، بينما هي في الواقع تمارس نهجاً عدائياً ضد روح الإسلام وجوهره القائم على الرحمة والعدل والمحبة، وتزداد حالة القهر حين يلاحظ الناس أبسط حقوقهم في الاحتفاء الطوعي بمناسباتهم تُصادر لصالح حفلات استعراضية تُرفع فيها شعارات طائفية تخص الجماعة الانقلابية ومشروعه الظلامي الدخيل. كل ممارسات جماعة الحوثي الإرهابية تؤكد أن ما تقوم به الجماعه ليست سلوكيات عابرة ولا مرتبطة بذكرى بعينها، بل هي جزء أصيل من استراتيجية الجماعة لإفقار اليمنيين وكسر إرادتهم وسلب حريتهم ، وهو ما يستوجب أن نخوض معركة وجودية ضد هذا المشروع الاستغلالي الطائفي الذي يسعى لمصادرة كل ما هو جميلٌ في حياة اليمنيين. دمتم سالمين .