رحمة الله تتنزل على (طارق سنان أبولحوم).. خبر موته أنزل الحزن على نفوس كل من يعرفه، وهم كثيرون .. الشعب اليمني يعرف طارق سنان جيدا وكل المتابعين للشأن العام اليمني يعرفونه ولديهم صورة فريدة عن الدكتور طارق، فهو صديق الفقراء ومن صانعي المعروف و اسمه أخذ يرن في سماء النجاحات البيضاء وتحديدا في مجال الخير وعندما يجتمع الخير والنجاح والتميز يصبح الأمر مدعاة للإعجاب والحب والدعوة بالتوفيق والرحمة بعد الممات ... جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية بمشاريعها الخيرية ورعاية الأيتام والفقراء ومشاريعها التنموية التعليمية والصحية هذا الصرح الخيري الشامخ والراسخ من أسمائه المعروفة (طارق أبولحوم).. كان العمل المؤسسي هو الذي يقف وراء النجاح الذي ارتبط بالفقيد الذي ذهب فجاءة ومات وهو يجري دون أن يترجل أو يستريح على طريق الخير وتطويره وتحويله إلى عمل مؤسسي منتج وكريم .... لا يعلم البعض أن هذه الشخصية المدنية قادمة من قلب القبيلة اليمنية ومن كبرى البيوت المشيخية وأقرانه ذهبوا بعيدا حيث السلطة والحكم وأشياء أخرى فهو ابن الشيخ القبلي المعروف سنان أبولحوم وكان البعض يعتقدون أن في الأمر تشابه بالاسم لأن الرجل بعيد عن كل مظاهرالقبيلة والمشيخ فلا مرافقين ولااستعراضات ولا انشغال إلا في تطوير العمل الخيري واستكمال العمل المؤسسي وهو هنا صورة من الصورالناصعة للشعب اليمني عموما وللقبيلة اليمنية خصوصا المتطلعة لثقافة المدنية وقيم الدولة أشخاصا وكيانات ..ولم تعد القبيلة ذاك الكيان المتجمد كما يصورها البعض على بعض المظاهر المحصورة في وظائف محددة حيث حرص الأئمة قديماعلى حصرها بوظيفة العسكر وأدوات الإخضاع ومن أجل ذلك عملوا على تجهيل مناطق القبائل وهو المسلك الذي استمر في عهد الرئيس السابق الذي حارب المدنية وعناصرها من أبناء القبائل بكل الوسائل حيث كانت لا تروق له ويرى فيها إضعافا لحكمة الفردي الذي من أعمدته بقاء الأمية في القبائل ليقوموا بدورالعكفة وإن بصورة مختلفة؟....لكن القبيلة استمرت في نضالها الجمهوري والمدني رغم أنف البعض و خرجت منها عناصر تنويرية من دكاترة وعلماء ومعلمين وضباط ومثقفين ساهموا في نشر المدنية وثقافة الجمهورية بين القبائل التي تحولت الى رافعة للثورة الشعبية وصدا منيعا أمام الحرب الأهلية التي حرص النظام السابق على إشعالها لإيقاف التغير، ومازالت المعركة قائمة ومازالت القبائل تمثل رأس حربة في معركة الكرامة والحرية والتغير ومن أهم الضمانات التي تحمي اليمن الجمهوري وتساهم في بناء الدولة وتخليصها من أفكار الظلام وثقافة الاستعلاء العنصري المدمر والاستبداد المنتج للفقر والحرب والتخلف بفضل الله ورجالاتها الذين حملوا مشاعل التنوير وترسيخ ثقافة المدنية وقيم المساوة ونشر المعروف. رحم الله الدكتور طارق أبولحوم واسكنه الفردوس الأعلى.