لا شك أن الجنرال العجوز قد تربع على قلوب الكثير من اليمنيين ، وترك أثراً كبيراً في حياتهم وافتقده الشعب عندما حل الغزاة ، وانهارت البلد بجيشها ومؤسساتها المدنية والعسكرية ، عند أول قدم وطئت مدينة سام ( صنعاء ) . حل الدمار في كل شي خلال 24 ساعة لم تعد صنعاء هي صنعاء ولا سكانها هم أولئك الحالمون لغد مشرق ، ترك الجنرال على محسن اثر كبير وأصبح كبير في عيون أبناء الوطن فما إن انكشفت المؤامرة الكبيرة حتى أعلن انهيار الجيش والمؤسسة الأمنية على أيدي ثلة من المغامرين والحالمين بالوصول إلى السلطة عن طريق الدماء والقوة المسلحة في وطن مثخن بالجراح . استيقظ الوطن صبيحة ال 21 من سبتمبر أيلول على فاجعة كبرى ، الفوضى في كل مكان السلب والنهب رائحة الموت منتشرة على قارعة الطريق ، معاقل الجيش وحصونه العتيده تُنهب سلاحه الثقيل والخفيف يُسرق ويذهب به إلى البعيد ، المليشيات المسلحة تقطع هنا طريق وتغلق هناك أخر تُنصب حواجز التفتيش لكل المارة حتى أولئك الذين يحملون النياشين على صدرهم والنجمات على أكتافهم ، فتى لم يبلغ الحلم يرتدي ملابس رثة لم ينبت شعر شاربه بعد وهو يعتلى دواسة سيارات ضباط الجيش والوزراء ودكاترة الجامعة ورجال المال والأعمال يفتش بأمر السيد المتواري خلف الجبال عن سلاح لا من اجل امن المدينة بل ليكون غنيمة ومكافأة للرجال الذي حلو بأمر الرب . جولة واحدة في نواحي المدنية المنكوبة فقط تخبرك حجم الكارثة وكم كان رجل واحد هو الوطن وهو الجيش وهو النظام وهو القانون وهو مؤسسات الدولة وهو منازل المواطنين وهو المساجد والمدارس ودور العبادة حتى غرف النوم كان يقف كابوساً مزعجاً يؤرق أحلامهم ، تمر في شوارها الرئيسية ترى رجل يقف مكان رجل المرور لكنه يحمل قذائف الآر بي جي ويربط على معصمه برباط اصفر اعتقد انه شعار الدولة المدنية الحديثة التي يبشرونا بها ويلوح بيده الأخرى للسيارات للعبور ، تدخل مساجد كنت ترتادها من قبل وهي تزهو بجمال نقشها البديع وتُظهر لك إبداع العمارة اليمانية وفجأة قد تحولت إلى شبه ثكنات للمليشيات المسلحة وامتلأت جدرانها بشعار الموت الذي لم يذق المنعوتين به شي سوى الصراخ ونال الموت من أبناء هذا الوطن . هكذا هو حال أيلول سبتمبر عام 2014 م سيخلده التاريخ في ذاكرة الأجيال انهيار بلد بكل مكوناته السياسية والاجتماعية المدنية والعسكرية وسينقل قصة المؤامرة الكبرى التي اشترك فيها الداخل والخارج ووقف حاجزاً أصم أمام طموحات اليمنيين بمستقبل مشرق .