"علمني وطني بأن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن." -( تشي جيفارا) ما أكبر حدودك يا وطني ، إذ ترسمه دماء شهداء لا تجفّ 30 نوفمبر تدفعني رواسب اللحظة لتستفزني بالكتابة ،فأركب جموح الارتحال صوب زمن هذا التاريخ، أتفيأ ظلاله بحثا عن قطرة ندى ترطب قيظ الحاضر أو تكسو هاجر الأيام بعضا من ربيع لحظة من فرح وحزن ، فرح بنصر صنعه شعب مطحون وحزن لدماء سالت ،لأجلها ترتدّ الفرحة غصّة لا تبارح لكنك يا شهيد قد تعلقت السحاب وعشقت العلو ، يوم تقلدت لأمة الحرب فداءا للوطن 47 عاما ومازلنا بين خرائب الوجع وخرائط الأمل نبحث لنا عن موقع بين الحزن والإحباط نتنفس من خرم إبرة مازلنا نغني ( بوس التراب ) التراب المندى بدمائكم ، رغم أن الطريق تصوّحت أعشابه ووخزنا عوسجه حدّ النزف مازلنا نطرب ونهتز ل ( يا شباب ) رغم أن هناك آذان غلف لا تسمع إلا النعيق سنظل نمجد هذا التاريخ 30 نوفمبر ونغني بفرح ( والله بلدنا نورت) ونجلّ شهداءنا ، رغم تكاثر طوابير الخونة بيننا وتناسل الحمقى ومعوجي الفكر الذين لا يملكون قرارا ولا استقلالية عذرا شهداء / شعب الجنوب إن كان هناك من استباح دماءكم على مذابح شهوة إرضاء الحاكم ذات نزق حين وقفت من ينطبق عليها مقولة ( إنما تتسمى العرب بأسماء الأضداد ) بخطاب طاؤوسي ، منتفخة الأوداج تهتف استجداء الطاغوث " بسم شعب الجنوب ، وشهداء الجنوب ، مدرم وعبود أعتذر إليك" أما تلك والله فثالثة الأثافي وقد اكتمل مثلث القبح وأظهرت صاحبته شيزوفرينيا مستعصية ، اختنقنا بعوادم صدور ملوثة بالخيانة يا شهيد أزكمت أنوفنا مخلفات حاضنات تقتات منها تلك الطفيليات يا شهيد "بسم فقيدات الجنوب المناضلات نجوى مكاوي ، عايدة يافعي "، دعرة أعتذر إليك وتلك والله فريّة لا تغتفر دماء الشهداء ليست قربانا تسفحينه إرضاءً لهُبل أما شعب الجنوب الذي أحنى ظهره كدح الحياة وشجّت وجهه مديّة الزمان ، لن يكون مطيّة ولا جسر غائية تعبرين عليه وصولا لدغدغة قلب فرعون اليمن . وحدهم شهداء الجنوب من صنعوا بدمائهم نصر الاستقلال ونحن الشعب من جنى باستشهادهم قطف النصر ووحدهم أسر الشهداء من دفع ثمن الاستشهاد فقدا وشم حياتهم بالحزن حتى في أفراحهم لشعب الجنوب رب يحميه ، وللشهداء دماء هي ميثاق شرف وثيقة الاستقلال وحدهم من يملكون حقها المجد لشهداء الجنوب (منذ لبوزة حتى اليوم ) ولشعب الجنوب، والويل لمن سكن أقبية الحياة وسلك دروب الذيولية والهوان وصولا إلى قمم الخزي والعار.