العدوان الذي تشنه الجارة السعودية والدول التي تحالفت معها ضد اليمن ، هاهو يدمر كل شيء جميل في هذا الوطن من بنى تحتية ومنشآت ويقتل الحياة الاقتصادية من خلال الحصار الاقتصادي الذي قد يؤدي الى ابادة جماعية لا سمح الله ، ويسفك الدماء هنا وهناك ،هو كارثة لكن ليس هو الكارثة الكبرى التي حلت على اليمن .!! لم يعد هناك ما نخاف عليه حتى البسمة في شفاه اطفالنا تقتل ، من الداخل قبل الخارج ، علينا ان نقول الحقيقة مهما كانت مرة وجارحة للبعض لان كل شيء ينتهي في هذا الوطن وامام اعينا ، وبأيدي من يمثلون الكارثة الطامة لهذا البلد والذين هم داخله ويحاولون اظهار انفسهم بانهم يعملون لهذا الوطن ، والوطن بعيد عنهم. الكارثة التي حلت على الوطن هي تلك الافكار الشاذة التي يحملها بعض من ابناء هذا الوطن ، تلك الافكار التي تسفك دماء ابناء هذا الشعب هنا وهناك في كل ارجاء الوطن اكثر بكثير من الدماء التي يسفكها العدوان الخارجي .. تللك الافكار التي حلت على الوطن كجرثومة خبيثة تصيب كافة اعضاء جسد الوطن ، قد نتخلص من العدوان الخارجي لكن القضاء على هذه الجرثومة سيكون امر ليس يسيراً. الكارثة التي حلت على هذا الوطن هي افكار حملة الاسلامي السياسي ( الحوثي ..والاخوان ) ومنهم على شاكلتهم ، قد يقول البعض اننا نتجنى ونبالغ بما نقوله ، أواننا نقول هذا الكلام لمصلحة طرف آخر. لا ... انها الحقيقة .. لماذا سأقول لكم لماذا ؟؟ !! بدون أي تحفظ. هذه الافكار التي تحملها تلك القوى ، هي افكار صراعات الماضي ، تللك الصراعات التي دمره الامة على مر العصور وانحدرت بها من قمة الهرم الى قاعدته ، هذ الجماعات تعيش الحاضر حاملة معها وامامها صراعات الماضي ، وتعمل في الحاضر من اجل مستقبل يحمل صراعات الماضي ، لذلك فأنها تعمل في الحاضر للأعداد لزرع هيمنة ثقافة صراعات الماضي في عقول اجيال المستقبل ليكون مستقبل يحمل صراعات الماضي . حملة هذه الافكار هم الان من يسفكون الدماء في كل ارجاء الوطن وبغزارة ، بغزارة لا يمكن مقارنتها بالدماء التي يسفكها العدوان وتدمر دماراً اشد مما يدمره العدوان يدمرون الاجيال القادمة التي يمكن ان تعيد ما يدمره العدوان الخارجي ، لتكون اجيال تستمر في تدمير الحياة ، هذه الافكار هي التي تقوم الان بزرع العداوة بين ابناء المجتمع تلك العداوة التي تمزق المجتمع ارباً اربا.. وتعمل على استمرار سيلان الدماء الى مشاء الله. هذه الافكار التي تحمل احقاد الماضي وصراعات الماضي هي التي تقوم الان بزع صراعات الماضي لتكون هذه الصراعات هي المستقبل المنشود لأبنائنا.. يريدون ان تظل هذه الامة غارقة في حادثة عمرها الف واربعمائة عام كما يقول الشاعر الشاب انور داعر البخيتي " الامة الغرقى في حادثة الحسين ويزيد والا جديد" العالم الذي يتقدم ويتطور هو العالم الذي يضع صراعات الماضي وراء ظهره ، ويعيش الحاضر بواقعه ومتطلباته ويعمل من اجل مستقبل افضل من الحاضر ومن الماضي المزدهر ويعمل على تجنيب المستقبل كل صراعات الماضي واحقاده.. لكن هذه الافكار تعمل عكس ذلك وهذا هو الواقع الذي صنعته هذه الافكار الخبيثة في ظرف زمني بسيط ، وبدأت صراعات الماضي تشتعل في كل مكان .. لن ينجوا هذا الوطن مالم يتم اجتثاث هذه الجرثومة الخبيثة . [email protected]