حين جرى توزيع القيم والاخلاق على عباد اللة ، كان علي صالح – على مايبدو- في مهمة تهريب ، هذا مايفسر بقاء الرجل دون ذرة احساس بالمسؤلية الاخلاقية حتى وهو على رأس الدولة ، اذ قام بتوظيف كل امكانياتها بما يخدم امراضه وما زال كذلك ، ولن يكون اكثر من علي صالح مهما امتد به العمر. الحوثي ، شاب شيعي اثنى عشري ، بدأ حياته سائق طقم مع شقيقه "حسين" ليجد نفسه بعد ذلك زعيم عصابة استطاعت بامكانيات حرس المخلوع ورغبته في الانتقام من السيطرة على صنعاء وعدة محافظات ، عبثوا بها وبأرواح ساكنيها وتاريخها الى الحد الذي قدمهم وبوضوح جماعة اجرامية وطائفية وسلالية ، مدفوعة برغبة الانتقام من ابناء واحفاد ابطال الصاعقة والمظلات والمقاومة الشعبية ، وخدمة للمشروع الايراني في اليمن والاقليم. وبرغم الفترة القصيرة على ظهوره ، الا انه لايقل في مضمونه شيئا عن " السفلس" علي صالح. من هذا المنطلق ،لابد من التعامل مع هذين الشخصين بما لايشعرنا بالندم في المستقبل ،اواننا وطريقة تفكيرنا مازلنا سهل اللدغ من انياب هؤلاء وبيئتهما الى مشاء الله. سمعنا وقرأنا خلال اليمين الماضيين ، عن امكانية خوض لقاء مباشر بين كل من السلطة اليمنية الشرعية ، وجماعة "القواعش والقواشع" في سلطنة عمان ، للتباحث حول كيفية تنفيذ القرار الاممي رقم 2216. في اعتقادي ان اي حوار ومهما كانت نتائجه، لن يفضي الى اي حل للموضوع اليمني على المدى البعيد والمتوسط ، بالنظر الى بيئة هذه الجماعة المثقلة بثقافة الغدر والعيب التاريخي، مما يعني ان الحوار معها مضيعة للوقت ، ومنحهم فرصة لترتيب اوراقهم واوضاعهم الميدانية. اخلص الى القول، بأن لاحل مع هذه الجماعات سوى باستئصالها عبر عملية عسكرية مهما كان الثمن وما يمكن ان يترتب عليها من كلفة نحن جاهزون لدفعها ، عدا هذا كونوا على ثقة بأن صعدة ستتحول الى صورة مكررة من جنوبلبنان ، وما يمكن ان يترتب على هكذا وضع ، من الفوضى والتخريب والاستمرار في تمزيق المجتمع على اسس مذهبية وطائفية ، وهات ياثلث معطّل وربع مزعّل وخمس مقتّل ، ولا ننسى في هذا الاطار ماسيطال الجيران من اذى تماهيا مع التوجه الايراني . لاأقول هذا عبثا ، اذ يمكنكم ربط الموضوع بما يقوم به الحوثيين وزعيمهم من تقليد واستحضار شامل لحزب اللة بدءا بالتسمية ،ومرورا بالشعارات وطريقة خطابات الحوثي الشبيهة بطريقة وخطابات الزبالة الشيعية " حسن نصر الله" ، وانتهاء بتحويل شمال الامانة الى نسخة شبيهة بالضاحية الجنوبية من بيروت ، حيث توجد مقرات وقيادات واعلام حزب اللة ، وحيث يوجد في الضاحية الشمالية من صنعاء مقرات الحوثيين ، وفيها تقام مهرجاناتهم واحتفالاتهم ومسيراتهم ايضا.